الرئيسيةأخبارتقرير عن مهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي في دورته العاشرة

تقرير عن مهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي في دورته العاشرة

نظمت جمعية المواهب الشابة للسينما والمسرح، بدعم من المركز السينمائي المغربي، وبتعاون مع جماعة فاس والمديرية الجهوية للثقافة بجهة فاس- مكناس، الدورة العاشرة  لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي، وذلك تحت الشعار الدائم “لنتواصل سينمائيا”.

شهد مركز اللغات والفنون “لا كازا دي سافوار” بفاس، طيلة يوم الجمعة 23 دجنبر 2022، تنظيم ورشة تكوينية لفائدة أطر الجمعية ومنخرطيها وثلة من الشباب المهتمين حول موضوع “مهارات صناعة الفيديو بالموبايل”. أطر هذه الورشة الصحافي والمخرج عادل اقليعي، المتخرج من المعهد العالي للإعلام والإتصال بالرباط وأستاذ مادتي التصوير والإضاءة ونظرية اللون وتطبيقاته في التصميم والإشهار بالإجازة المهنية في المهن الفنية والوسائطية بكلية اللغات والآداب والفنون التابعة لجامعة ابن طفيل بالقنيطرة.

في اليوم الثاني صباحا، السبت 24 دجنبر 2022، اختتمت الورشة التكوينية بتوزيع شواهد المشاركة على المستفيدين منها، وفي المساء ابتداء من السادسة بمركز الترفيه والتنشيط الثقافي “المسيرة” أقيم حفل الإفتتاح الرسمي للمهرجان، بحضور ثلة من الفنانين والمثقفين والجمعويين والنقاد والإعلاميين والمهتمين بالشأن السينمائي وجمهور نوعي من فاس وخارجها.

 استهل حفل الإفتتاح، الذي نشطه وقدم فقراته الإعلامي محمد العلمي، بكلمة للمدير الفني للمهرجان محمد كمال الوالي شكر من خلالها كل من دعم هذه الدورة الجديدة من قريب أو بعيد ورحب بضيوف المهرجان وتحدث عن خصوصية دورة 2022 واختياراتها الفنية ولم يفته التذكير بالإكراهات التي لازالت تحد من طموحات الجمعية المنظمة كغياب الدعم المحلي والجهوي وافتقار فاس إلى بنية تحتية ثقافية مناسبة، خصوصا بعد إغلاق المركب الثقافي البلدي الوحيد (الحرية) بالعاصمة العلمية، لكن كل هذه العوائق لم تمنعه من اختتام كلمته بنبرة متفائلة كلها حب للسينما والمسرح وباقي الفنون وأمل في المستقبل. بعد المدير الفني، ركز رئيس الجمعية المنظمة للمهرجان عبد اللطيف زوهير في كلمته على أهداف الجمعية من خلال تنظيم هذا المهرجان وباقي الأنشطة التي تقوم بها خلال السنة، والمتمثلة في تشجيع وتأهيل المواهب الشابة في السينما والمسرح وإشراكها في التنظيم ونشر الثقافة السينمائية والمسرحية وتشجيع الهواة على الإنتاج الفني وخلق فرص للحوار والنقاش الهادفين والإنفتاح على الفاعلين في حقول الإبداع الفني وعلى الجمعيات الوطنية والدولية من أجل التعاون وتبادل الخبرات وغير ذلك.

بعد هتين الكلمتين تعرف الجمهور الحاضر على تشكيلة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الروائية القصيرة، المكونة من الباحث المسرحي سعيد الناجي والممثلة والأستاذة بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي سليمة بنمومن والمخرج والصحافي عادل اقليعي ومدير التصوير أيوب العمراني والمخرج إدريس اشويكة (رئيسا)، وعلى المخرجين الحاضرين والأفلام المتبارية على جوائز المهرجان، وعددها 11، كلها من إنتاج سنوات 2022 و2021 و2020. كما تعرف الجمهور أيضا على مكرم الدورة الممثل عبد الحق بلمجاهد، وفي الختام عرض فيلم “مداد أخير”، الفائز بالجائزة الكبرى لمسابقة الدورة التاسعة للمهرجان سنة 2021 بحضور مخرجه الشاب يزيد القادري، الذي قدمه بكلمة موجزة شكر من خلالها الحاضرين وإدارة المهرجان.

تواصلت بعد ذلك أنشطة المهرجان بعروض الحصة الأولى من أفلام المسابقة، التي تضمنت العناوين التالية: “حبال المودة” لوجدان خاليد، “على حافة البحر” لمحمد الهوري، “بوبيا” لدانية عاشور، “تضحية” لأيوب بودادي”، “ولد السبت” لعماد الزواغي، “النشبة” للهواري غباري، “جينز” لمحمد البوحاري.

في اليوم الثالث والأخير من أيام المهرجان، الأحد 25 دجنبر 2022، نظمت في الصباح بمركز الترفيه والتنشيط الثقافي المسيرة ندوة فكرية حول موضوع “السينما وسيلة فضلى للتواصل الجماهيري” نشطها محمد العلمي، الباحث في الثقافة والإعلام، وشارك فيها كل من السينفيلي والأستاذ الجامعي الحسان حجيج والمخرج ورئيس لجنة التحكيم إدريس اشويكة، وتفاعل معها الحاضرون من خلال تدخلاتهم المتنوعة. تمحورت أشغال هذه الندوة حول الدور الذي كانت تقوم به السينما في التواصل الجماهيري قبل اكتساح التقنية الرقمية لكل مجالات الحياة في وقتنا الراهن، الشيء الذي فرض على السينمائيين التأقلم مع الواقع الجديد الذي أصبحت فيه المنصات الرقمية وشبكات التواصل الإجتماعي تنافس بشراسة دور العرض السينمائية التقليدية في عملية التواصل.

تلت هذه الندوة مباشرة جلسة تم فيها تقديم وتوقيع الجزءان الثاني والثالث من السلسلة التوثيقية “وجوه من المغرب السينمائي” بحضور مؤلفها الأستاذ أحمد سيجلماسي.

    في المساء، ابتداء من السادسة، تم عرض الحصة الثانية من أفلام المسابقة متضمنة العناوين التالية: “ميثاق” للحسين حنين، “أدور” لنورى أزروال تافات، “مرة أخرى” للخضر الحمداوي، “كونتراست” لمراد بوزرور.

بعد ذلك تم تكريم الممثل السينمائي والمسرحي والتلفزيوني عبد الحق بلمجاهد، الذي قدم في حقه الناقد السينمائي أحمد سيجلماسي شهادة جامعة مانعة ذكرت بأهم محطات مسيرته الفنية وبقيمته كممثل قدير في ساحتنا السينمائية والفرجوية عموما، وفي كلمته بالمناسبة شكر المكرم الجهة المنظمة وصاحب الشهادة وعبر عن سعادته واعتزازه بهذا التكريم الذي سيحفزه لا محالة للمزيد من البدل والعطاء. واختتمت لحظة التكريم بتسليم الأستاذ بلمجاهد شهادة وذرع التكريم من طرف ممثلي إدارة المهرجان مع أخذ صور معهم للذكرى.

شنف المطرب الشاب يوسف الشاهدي أسماع الحاضرين بأغنيتين جميلتين من ريبرتواره تحت تصفيقات الجميع، ومباشرة بعد ذلك أعلنت لجنة التحكيم عن الفائزين بجوائز مسابقة الأفلام المغربية الروائية القصيرة. وهكذا فازت المخرجة وجدان خاليد بالجائزة الكبرى (10.000 د) عن فيلمها “حبال المودة”، كما نال المخرج أيوب بودادي جائزة الإخراج (6.000 د) عن فيلمه “تضحية”، وآلت جائزة السيناريو للمخرج الحسين حنين عن فيلمه “ميثاق”.

ولم يفت هذه اللجنة التنويه بالأفلام الثلاثة التالية: “جينز” لمحمد البوحاري و”بوبيا” لدانية عاشور و”على حافة البحر” لمحمد الهوري. كما نوهت في تقريرها، الذي تلاه الدكتور سعيد الناجي، بجميع الأفلام المشاركة في المسابقة وبمخرجيها الشباب الذين يصرون بقوة رغم كل الإكراهات على إيصال أفلامهم للجمهور، وهنأت إدارة المهرجان على حسن اختياراتها لأفلام مشرفة للفيلموغرافيا السينمائية الوطنية شكلا ومضمونا.

تجدر الإشارة إلى أن الدورة العاشرة لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي قد اختتمت بعرض الفيلم الروائي الطويل “هالا مدريد فسكا بارصة” من إخراج عبد الإله الجوهري وبطولة مكرم الدورة عبد الحق بلمجاهد.

 

طنجة الأدبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *