صدر حديثاً عن دار “ألفا دوك” بالجزائر كتاب “آليات ترجمة النصّ اللّساني” للباحثة يمينة حاج هني، وهي دراسة شاملة عن الترجمة، باعتبارها تقنية، أو آلية إجرائية، اتّكأ عليها الإنسان حينما أراد الاتصال بغيره من الشعوب الأخرى.
وتؤكّد الباحثة في كتابها على أنّ اللّغة “شكّلت الأداة الأولى في الاتصال، أو في النقل، أو الاقتباس، إذ يُطلُّ المصطلح بوصفه عنصراً أساسياً في هذه العملية؛ ذلك أنّه بقدر التحكُّم فيه، تتحقّق الفعالية المرجوّة، والعكس صحيح”.
وتضيف حاج هني أنّ التطوُّر الذي شهده الدرس اللّساني الغربي، فرض على الباحث العربي أن يقوم بالاقتباس من الحضارة الغربية، لمواكبة هذه الحركة العلمية، والاستفادة منها، وشكّل فردينان دي سوسير رائداً لها، فكان فعلُ التّرجمة هو الطريق للتعريف باللّسانيات، وإدخالها إلى الثقافة العربية.
وجاء هذا الإصدار، وفق الباحثة، تعبيراً عن رغبة في الإسهام البحثيّ في تلك الدراسات اللّسانية التي تتناول التّرجمة، ومحاولة لإثارة تساؤلات حول هذا الوضع والإجابة عليه.
كما تهدف هذه الدراسة إلى تقديم أحد معالم التفكير اللّساني، ومؤسّس اللّسانيات الحديثة اللُّغوي السويسري فرديناند دي سوسير (1857- 1913).
وقسّمت حاج هني الكتاب إلى مدخل، و3 فصول، أوّلُها بعنوان “إشكالية ترجمة النصّ اللّساني”؛ وضمّ 4 مباحث هي (ماهية الترجمة، والترجمة والفكر اللساني المعاصر، ومصطلحات أساسية في الترجمة، والترجمة من المنظور اللساني)، و”لسانيات النصّ بين النشأة والتطوُّر”، وضمّ 3 مباحث هي (النصُّ بين المفهوم والماهية، وثنائية الخطاب والنصّ، وعلاقة علم النصّ بالعلوم الأخرى).
أمّا الفصل الثالث، فحمل عنوان “دراسة تطبيقية لأعمال دو سوسير – كتاب محاضرات في اللّسانيات العامة – أنموذجاً -، وضم 3 مباحث هي (فردينان دو سوسير، أعماله، وملخصات ترجمات كتابه Cours de linguistique général، وقراءة في ترجمات كتاب دو سوسير، ودراسة مقارنة بين الترجمات الخمس لكتاب دو سوسير من خلال فقرات مختارة).
طنجة الأدبية