الشهر الماضي، في حياتي، كان شهر السفر والترحال، وذلك بحثا عني أولا، وبحثا عن الزمن الضائع ثانيا، وبحثا عن بعض الوجوه ثالثا، والتي تستحضر ها الذاكرة الحية، ويستحضرها الحنين دائما، والتي لا يمكن ان يغيبها النسيان ابدا، وهل يمكن ان ننسى إلا ما نريد نسيانه؟
وعبد العزيز ابو شيار، هو أحد الوجوه التي لا يمكن ان تنسى، وهو صديق وأخ ورفيق من مدينة ابركان السعيدة، وهو شاعر بالكلمة وبالصورة، وبكل اللغات الظاهرة والخفية، وهو صوت الشرق الشعري الصداح، وفي شعره يحضر الحكيم العراف، ويحضر النحات والرسام، ويحضر الحكواتي والمؤرخ ، ولقد سعدت، انا الاحتفالي السعيد، في الأيام الاخيرة الماضية، بزيارة مدينة ابركان، وكنت برفقة اخي نور الدين برشيد، الشاعر الزجال والمناضل النقابي والحزبي، وكان اجمل شيء قمنا به في هذا الحج إلى الديار التي مازالت تسككنا، هو زيارة قبر الوالد، الشريف، الحاج المصطفى البكاوي الوكيلي الإدريسي، وكان هو تجديد قبره الذي يوجد بقرب ضريح سيدي احمد ابركان، العالم الذي تحمل المدينة اسمه
الشاعر عبد العزيز ابو شيار، في تعليقه على كتاباتي الاحتفالية الأخيرة، نطق وكتب وابدع شعرا صادقا وقال صديقي الاحتفالي الغالي ,,أعمالك الخالدة تتحدث عنك
وأنت علم من أعلام المسرح العربي بل العالمي ولك مني هذه الأبيات هدية :
هي السماحة لا تفنى جواهرها
حن الفؤاد لها في طيها نِعَمُ
في فرجة بهرت من عرض ملحمةٍ
أ الفنُّ أنطقها أم للزمان فم ؟
في مسرح أبدع الدراما وأخرجها
هذي الفصول يراها العرب والعجم
من أنكر الفضل للفنان مبدعِها
عَن آلِ فَضلٍ لَقَد ضَلّوا وَقَد وَهِمُوا
من عينها فتحت للعالمين رؤى
منها بدتْ عِبرُ الإلهام ترتسم
القلب كَنّ شُموسا أنتَ مُشْرِقُها
بها أنرتَ وجودا وانمحى العدمُ
لك ارتدى الكرمُ بالمخيالِ سُندُسَهُ
باخوسُ في يدهِ الكاساتُ والنَّغمُ
هذي الكوميديا هنا ترتاد سخرية
و للفصول حضور ليس ينصرمُ
إن المسارح أولى أن تُشدَّ لها
كلُّ الرحالِ وأن تمشي لها قدمُ
أرى الخيال بها يختال في كتبٍ
تشتاقها الخشبات الغُرُّ و القلمُ
عطيلُ أنشد للأكوان أغنيةً
الخير فيها بهذا الشر يحتدمُ
بريختُ أبدع للإنسان ملحمةً
جمهورها في جدارِ الوهم ينهدمُ
أبو الفنون سماء في معارجها
غنى الجمال و في رحلاته حُلُمُ
قد أقبلت نحوك الأنوار مذعنة
طَوعاً لفنك وَ اشتاقت لَكَ الأُمَمُ
فَانهَض وَسِر وارفع الأستارَ قَدْ ضَمِنَتْ
لَكَ المسارحُ ما تَرجُو وَتَحتَكِمُ
ويسعدني غاية السعادة أن يكون لفعل الكتابة لدي رد فعل، وأن أجد في الناس من يسمعني ومن يفهمني، وأن ياتي ذلك من قامات كبيرة في العلم والفكر والفن، ولقد كان العالم الفنان والمؤرخ د. السيد علي من مصر، قريبا جدا من أحلامي ومن عوالمي الحقيقية الافتراضية، ولقد سبق أن اخذ طلبته إلى مسرح الطليعة بالقاهرة، من أجل قراءة ومناقشة مسرحية (اسمع يا عبد السميع) ولقد ادرك في كتاباتي ( الأخيرة شيئا) غير طبيعي، فكتب معلقا على إحدى كتاباتي قائلا
(عالمنا الجليل … كلماتك رائعةبقدر روعة عقلك وتفكيرك .. لا تهتم بالآخرين .. ولا تهتم بما يكتبونه أو يقولونه … المهم أنك موجود وتفكر وتكتب … وستظل كلماتك – وكتاباتك – نبراساً للأجيال القادمة .. وهذا هو دورك الذي خلقت من أجل القيام به!)
شكرا اخي وصديقي د. السيد علي، وشكرا لكل الذين يؤمنون بالاجتهاد، وبالحق في الاجتهاد، ومن هؤلاء اخي وصديقي الفنان المسرحي والتشكيلي والإعلامي حسن عين الحياة، والذي كتب معلقا على ما اكتب
(رائع… تحتفل السي عبد الكريم في كل شيء. في الحياة وفي المسرح، والأكثر من كل ذلك تحتفل باللغة، ومن داخل اللغة، كما لو أنك تؤسس قاموسا احتفاليا.. تحياتي الخالصة.
اما الأستاذ عبد العظيم هريرة، والذي هو الكاتب المجد، وهو القارئ المجتهد، فقد كتب لي يقول
=أستاذي الذي على نصوصه منذ قرابة نصف قرن عملت، ومن بحر شخصياته غرفت، وبمدرسته الاحتفالية تعلمت، وموهبتي صقلت … ربما يتكالب على فكرك المتكالبون وينكر أستاذيتك المنكرون ..
إما لقزمية قاماتهم أمام مارد هامتك .. أو لفراغهم الذي لا يجدون له ما يملأه …
وبكل بساطة أدعو كل من يعنيه الأمر، ويرى في نفسه التفوق والريادة .. أن يجيب على مقالتكم هذه، ويفحم ما جاء فيها من الدروس … دروس معلم أجيال ستستمر للأجيال القادمة، حيث سنكون في عالم النهاية البداية.
إليك أرفع القبعة وانحني احتراما وتقديرا وعرفان)
واكتفي بهذا القدر من الكتابات، فقط ليعلم الجميع انني اقرأ كل ما يكتبه الكاتبون، وبأنني اكتب لهم وعنهم، واكتب من اجلهم ومن اجل الحياة، ومن اجل يوم الاحتفال، والذي هو سيد وسلطان كل الأيام
سوء الفهم ام سوء التفاهم؟
مرة، كتبت في جريدة (النهار المغربية) مقالة مطولة بعنوان (الاحتفالية وسوء الفهم الكبير ) والى حدود هذا اليوم، فمازلت اؤمن بأن هذه الاحتفالية لم تفهم، بشكل حقيقي، ولو انها فهمت، ما ظلت تكرر نفس الدرس، وتعيد شرح الواضحات، وتفسر ما تم تفسيره، وتبين ما تم تبيانه في البيانات وفي الكتب النظرية وفي الإبداعات المسرحية وفي الحوارات وفي الندوات والمحاضرات
وأتساءل اليوم، كما تساءلت بالأمس، هل يتعلق الأمر بسوء فهم، لخلل ما في جهاز التلاقي، ام هو سوء تفاهم، له ارتباط بطبيعة العلاقة بين الاحتفالية وقراءها، والتي قد تكون علاقة غير سوية وغير منطقية، وبها لم تنتج شيئا سويا ومنطقيا ومعقولا
وسوء التفاهم هذا، قد يكون معناه اصرار كل جانب ان يكون له عالمه الخاص، وأن يكون هذا العالم مغلقا على نفسه، وأن تكون له لغته الخاصة، والتي قد لا يفهمها احد سواه، وتكون له حقيقته النهائية، والتي لا تقبل الشك، ولا تقبل النقد، ولا تقبل الاختلاف، ولا تقبل المراجعة، ولهذا فكثيرا ما تحدثت الاحتفالية عن شيء محدد من الأشياء، ولكن بعض المتلقين فهموا أشياء أخرى مختلفة. َغايرة، ولقد جاءهم الرد بلغات أخرى، َوفق منطق أخر
ونظام التفكير الاحتفالي هو نظام عقلاني، منطقي وواقعي، وهو لا ينطلق من الفراغ ولا من الخواء، وهو يؤكد على المحسوس وعلى الملموس، وهذا هو ما يفسر وجود الأقانيم الأساسية الثلاثة في هذا النظام الفكري الاحتفالي، والتي هي النحن وهي الآن وهي الهنا، وهذا ما يوضح كثيرا من الأمثال و(الحكم) في نظام تفكيرنا الواقعي اليومي، والتي نجد من بينها احتقار (النحن) وعدم تقدير الهنا، ويظهر ذلك في الأمثلة التالية
(مغني الحي لا يطرب)
و(لا كرامة لنبي في وطنه)
وهذا القفز على الهنا الأقرب، هو الذي جعل جحا، عندما سئل عن موقع اذنه، يشير باصبعه إلى الأذن الأخرى الأبعد، وهذا النظام – اللاعقلاني واللامنطقي – هو الذي تنتقده الاحتفالية، من أجل نظام عاقل، ومعقول، ومتجانس مع الحق والحقيقة
وهذه َالاحتفالية لا ترضى بغير الحقيقة التامة والكاملة، والتي لا تقبل التجزيء، وهي لا تؤمن بوجود شيء يمكن ان يكوننصف الحقيقة او يكون ربع الحقيقة، او يكون شيئا يشبه الحقيقة
وهناك من يرضى بأن يكون هو غير هو، أو يكون فقط نصف هو، أو يكون مجرد شبيه، لجسد آخر غيره، ان يكون الثاني لواحد هو الأول، أو يكون الأصغر لواحد هو الأكبر، أو ان يكون مجرد نسخة لواحد غائب هو الأصل
وهناك في الناس، من يرضى بأن يكون ظلا من الظلال، أو يكون فقط صدى لصوت من الأصوات، أو يكون مجرد شبيه لاسم ناجح ومشهور، سواء في عالم النثر او في دنيا الشعر، أو في مجال الفكر او في مجال الفن، وقد تجد من النقاد من يريد أن يمدح مسرحيا فيذمه، من حيث يدري او لا يدري، فيشبهه بمسرحي عالمي كبير، وهذا ما يمكن ان نجده في نعت يعقوب صنوع بأنه (موليبر مصر) او القول بأن الكبير احمد الطيب العلج هو (مويير المغرب) وقد يلحق هذا التشبيه، والذي لا معنى له، فتشبه بعض المدن الجميلة بأنها باريس مثلا، ولقد قيل عن مدينة الإسماعيلية المصرية بأنها (باريس الصغيرة) ولماذا الصغيرة؟ ونفس الشيء كان يقال في زمن من الأزمان عن مدينة مكناس، مع ان مكناس لا تقل عرا4ة وحضارة وجمالا عن باريس؟
نقد نظام التفكير ونقد مناخ التفكير
في هذه الاحتفالية نقد واضح وصريح، وخلف هذا النقد موقف فكري وجمالي واخلاقي بكل تأكيد، وهذا الموقف هو جزء فقط من منظومة فكرية وجمالية وأخلاقية شاملة وَمتكاملة، وما يميز هذه المنظومة هو انها قائمة على أساس رؤية احتفالية وعيدية للوجود وللحياة وللتاريخ ، وما يهم الاحتفالي اكثر، في نقده، ليس هو الأشخاص، وليس هو بعض الهيئات التي تستحق النقد، ولكنه نظام التفكير العام، والذي يسري على كثير من الأدباء ومن المفكرين ومن الفنانين ومن المبدعين
وهذه الاحتفالية لا تؤمن بشيء يمكن ان يسمى العقل المغربي او العقل العربي، وما هو موجود هو نظام في التفكير المغربي والعربي، ولهذا النظام خصوصيته التي تميزه، والتي هي اللا عقلانية، وهي الاحساس بالدونية، وهي الإيمان بالغيب، وهي الافتار إلى الوضوح في الرؤية، وهي الافتقار إلى الجرأة في التعبير عن الرأي، إن كان لهذا الرأي وجود حقيقي، وهي الافتقار إلى الثقة بالنفس، وهي الإيمان بأن الآخر، في المكان الآخر، وفي الزمان الآخر وفي الثقافات الأخرى، وفي اللغات الأخرى، هو الأصل، وهو المبتدأ والمنتهى، وهو الفكر، وهو العلم، وهو الفن، وهو الجمال، وبهذا يكون هذا الآخر، هو مقياس كل شىء
ولعل هذا هو ما يفسر ان تظل الاحتفالية هي هذا المغني الذي لا يطرب في حيه، وهي النبي الذي لا كرامة له في وطنه وفي زمانه، وهي الصوت النشاز، والذي لا يردد ما قيل وما كتب لدى الآخر هناك
والاحتفالي الحقيقي،هو ذلك المفكر الذي لا يترجم، ولا يقتبس، ولا ينقل المعلومات، والذي لا ينضبط لنظام التفكير العام، والقائم على النقل وحده بدل العقل، وعلى الاتباع بدل الإبداع، وعلى الاتباع بدل الإبداع
والذين يتحدثون اليوم عن السلفية وعن الحداثة، لا يعرفون ان في حداثتهم كثير من السلفية، وأن وجود الآخر ، في الزمن الآخر، وفي المكان الآخر، وفي الثقافات الأخرى، لا يمكن ان يكون كافيا – وحده – ليكون ذلك صالحا وعالما وحكيما، ويتساءل الاحتفالي، بماذا هذا الآخر هو صالح وعالم وعبقري؟ هل لأنه فقط عاش في الماضي؟ وهل كل الماضي جميل وكل الحاضر سيء وقبيح؟
هل لأنه موجود في الفضاءات الجغرافية الأخرى؟
وإلى جانب هذا المنطق السلفي، الظاهر والخفية معا، هناك منطق آخر، يقوم على الفرضية التالية، وهي ان كل فعل تجريبي، في الآداب او الفنون، هو بالضرورة فعل جميل ونبيل، وأن كل فعل، لا يلتزم بهذه التجريبية الشكلانية، هو تقليدانية، ويتساءل الاحتفالي دائما، ما الفرق بين ان تقلد الماضي وان تقلد الحاضر ؟وما الفرق بين سلفية تمجد الآخر الميت وسلفية اخرب تقلد الآخر الحي؟ وما الفرق بين تقليدية تقليدية؟
َويؤكد د. محمد ابو العلا في مجلة (الكلمة) الإلكترونية على سعي الاحتفالية إلى (بناء مشروعها ” المغاير” من خلال توجيهها نحو المناطق المهمشة في الموروث الشعبي، او استنبات فرجات جديدة لتخصيب نموذجها الخاص)
وليس فقط المناطق المهمشة، التي تستحق تسليط الضوء عليها، ولكن أيضا المناطق المنسية، وما أكثرها وما اغناها، وكذلك التعبيرات الممنوعة والمقموعة في ثقافتنا الشعبية اليومية
راس المال الثقافي الحضاري هو الأساس
يؤمن الاحتفالي بان من لا يعرف من هو لا يحق له ان يعرف الآخر
ومن لايعرف أين هو، لا يمكن ان يذهب بعيدا، وقد يدور حول نفسه، معتقدات بأنه قد اقترب من الوصول، والوصول إلى لين؟
ومن لا يعرف من أين جاء، لا يمكن ان يعرف إلى أين يمكن ان يذهب
وكل من لا ماضي له في التاريخ، لا يمكن أن يكون له أي مستقبل فيه
ومن لا قديم له، فإنه لا يمكن أن يحلم بإيجاد الجديد، أو ان يماري فعل التحدبد، وتجديد ماذ؟ وهل الفراغ يمكن تجديده؟ وبأي شى؟ بالخواء ربما
وبحسب الاحتفالي فإن من يستهين براسماله الثقافي والحضاري، لا يمكن ان يضيف لفقره الوجداني والروحي الا المزيد من الفقر ومن البؤس
وأن كل من يهين نفسه، ولا يقدرها، ولا يحترمها، فإنه لا ينتطر ان يحترمه الآخرون في الثقافات وفي اللغات الأخرى
وعلبه فإن كل من لا يمشي، بخطى ثابتة، وفي الطريق الصحيح، فإنه لا يمكن ان يصل إلى أي مكان
وان كل من لا يرى نفسه، في مراياه الداخلية الصادقة اولا، فمن الممكن ان تخدعه المرايا البرانية الكاذبة
وبحسب هذا الاحتفالي أيضا، فإن كل من لا يستفتي قلبه، وااريستفتي روحه ووجدانه، فإنه لا يمكن ان يدرك من الحقيقة الا ما يشبهها او ما يقترب منها
وبحسب هذا المنطق دائما، فإن كل من لا يرى في الكأس الذي أمامه، إلا جانبه الممتلئ وجانبه الفارغ فقذ، فإن ما قد يراه ليس هو الحقيقة بالضرورة ، كل الحقيقة، ولكنها فقط نصفها
ومنذ البيان الأول لجماعة المسرح الاحتفالي سنة 1979 اكد الاحتفاليون على أن من يشتغل في مؤسسة مسرحية تجاربة، هو مسرحي اجير، وأن من يشتغل في مؤسسة حكومية، هو مسرحي موظف، وهما معا لا يمكن ان يمارسا التجريب المسرحي الحقيقي، لأن شرط التجريب الأساسي والحقيقي هو الحرية، ولهذا سعى الاحتفاليون إلى تاسيس مؤسسة مسرحية جديدة، مؤسسة حرة ومسقلة وشعبية
والأصل في الإبداع انه حركة اجساد وحركة أرواح وحركة نفوس وحركة عقول حية، وذلك في فضاء الزمن الإنساني والمدن الحي، وهل الحياة الا حركة وحيوية وتحول وتجدد؟ ولهذا يقول الاحتفالي إن الماء، كما الهواء، يفسدهما السكون والجمود، والإبداع الحق هو اساسا حركية داخلية تبحث لها عن معادل خارجي، ويبدأ فعل الإبداع التجريبي من القلق على الآتي الممكن، اي ان ياتي او لا يأتي هذا الآتي، ولهذا تقول الاحتفالية، من خلال ادبياتها، بأن من لا يطرح على نفسه، بعد كل تجربة مسرحية، سؤال (وماذا بعد) فإن مسرحه يظل بلا أفق وبلا مستقبل، وعليه، فإن من لا يستطيع ان يخالف نفسه، فإنه لا يمكن ان يتجدد، فكريا وجماليا، وأن من لا يتجدد في إبداعه المسرحي يدركه الجمود، ويدركه التوقف عند درجة معينة ومحددة في سلم التجريب، والذي هو سلم يصعد إلى الأبعد دائما، ويتوخى الوصول إلى الأبعد والأصعب ايضا
والإنسان محكوم بأن يمشي، وأن يكون مشيه إلى الأمام، وأن يكون لكل خطوة من خطواته ما بعدها، والمفروض في كل خطوة ان تكون جديدة، وان لا تشبه ما قبلها، وان لا تكون مجرد حركة في الفراغ، وهي بهذا عنوان على السير، وعلى التقدم في السير، وعلى الاقتراب من حقيقة ما، او من هدف ما، والانسان بهذا كائن تجريبي، له فرضيات نظرية، وله احلام يسعى لان يخرجها إلى الوجود المادي الملموس والمحسوس، وبالنسبة للاحتفالية، فإن (الأصل في الإنسان هو أنه كائن تجريبي، كما أن كل الحضارات تأسست بفعل تجريبي… واستطاع (الإنسان ) ان يبني هذه الحضارة من خلال الذين جربوا، ونحن نستفيد الآن من تجاربهم) كان هذا كلام الإحتفالي التقطته لكم من حوار في جريدة ان بندت عربية أجراه معي الأستاذ عبد الرحيم الخصار.
عبد الكريم برشيد