الرئيسيةأخبارملاحظات حول حصيلة الأفلام ومشاريع الأفلام سنة 2022 بالمغرب

ملاحظات حول حصيلة الأفلام ومشاريع الأفلام سنة 2022 بالمغرب

شهد المغرب سنة 2022 إنتاج 37 فيلما سينمائيا روائيا ووثائقيا طويلا، مدة كل واحد منها لا تقل عن 60 دقيقة، كما شهد أيضا دعم 38 مشروعا، متجاوزا بذلك الكم الفيلموغرافي المنتوج والمدعم سنة 2021. فيما يلي قوائم هذه الأفلام ومشاريع الأفلام الطويلة متبوعة بملاحظات وخلاصة:
الأفلام الروائية: 23.
هذه الأفلام الروائية وعددها 23 هي: “العبد” لعبد الإله الجوهري، “واحة المياه المتجمدة” لرؤوف الصباحي، “صيف في بجعد” لعمر مول الدويرة، “ستوري” لجيروم كوهن أوليفار، “كنبغيك طلقني” لإدريس الروخ، “أسماك حمراء” لعبد السلام الكلاعي، “سوب زيرو” لمحمد الأمين المعتصم، “تاج الموسم” لمحمد حسيني، “الطابع” لرشيد الوالي، “لا كورنيس” لنور آية الله، “البير” لمحمد منخار، “دوار العفاريت” لبوشعيب المسعودي، “ملكات” لياسمين بنكيران، “جلال الدين” لحسن بنجلون، “بيننا” لصوفيا العلوي، “زرقة القفطان” لمريم التوزاني، “أيام الصيف” لفوزي بن السعيدي، “الإخوان” لمحمد أمين الأحمر، “سيكا” لربيع الجوهري، “جبل موسى” لإدريس المريني، “قرعة دمريكان” لهشام ركراكي، “الملعونون لا يبكون” لفيصل بوليفة، “عبدلينو” لهشام عيوش.
مشاريع الأفلام الروائية: 16.
مشاريع الأفلام الروائية الطويلة، التي حظيت بدعم لجنة غيثة الخياط سنة 2022، هي تباعا: “وارث الأسرار” للمخرج محمد نظيف (4.500.000 د)، “حميدة الجايح” للمخرج مصطفى الدرقاوي (4.200.000 د)، “حرب الستة شهور” للمخرج جيلالي فرحاتي (4.000.000 د)، “البحيرة الزرقاء” للمخرج داوود أولاد السيد (3.500.000 د)، “أفريكا بلانكا” للمخرج مولاي العربي (عز العرب) العلوي لمحارزي (3.000.000 د)، “Les Meutes” للمخرج كمال الأزرق (4.500.000 د)، “قصة وفاء” للمخرج عبد العالي الطاهري (3.800.000 د)، “Quiproquos” للمخرج حميد باسكيط (3.500.000 د)، “أمير” من إخراج خالد معدور (3.300.000 د)، “صمت الموسيقى” للمخرج سعد الشرايبي (3.300.000 د)، “أميرة جبل عصفور” للمخرج كمال الدين بنعبيد أي كمال كمال (4.000.000 د)، “حتى الفجر” للمخرج محمد زين الدين (3.800.000 د)، “عزيزي الصغير” من إخراج كريمة الكنوني (3.500.000 د)، “سوناتا ليلية” للمخرج عبد السلام الكلاعي (2.800.000 د)، ” PLAGIAT/GLOIRE USURPEE ” للمخرج عزيز السالمي (2.800.000 د)، “الممثلة” للمخرج حسن غنجة (2.340.000 د).
الأفلام الوثائقية: 14.
هذه الأفلام هي: “لبلوح” لمحمد مروان كمال، “لغن وأزوان- شعر وموسيقى الصحراء” لعصام دوخو، “مارادونا الصحراء” لأمينة شادي، “نساء يصنعن الصحراء” لرشيد زكي، “أحفاد الرتاعة” لشكير لخليفي، “الملوح” ليوسف آيت منصور، “بئر أنزران” للشيخ آده، “زوايا الصحراء.. زوايا الوطن” لمجيدة بنكيران، “طريك البريان” لمبارك لركو، “صرة الصيف” لسالم بلال، “سنابك الخيل” لمليكة ماء العينين، “رحلة البحث عن الربائد” لتوفيق شرف الدين، “تقويم بلا أرقام” لعلي ولدة بوصولة، “لعزيب” لجواد البابيلي.
مشاريع الأفلام الوثائقية: 22.
أغلب هذه الأفلام الوثائقية متمحورة حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، وهي: “نساء الحصير” من إخراج مولاي خالد البومسهولي (950.000 د)، “خيمة الرك” من إخراج سيدي محمد فاضل الجماني (850.000 د)، “الرحلة” من إخراج سعيد زريبيع (820.000 د)، “لا كوشتا” من إخراج دنيا نيوف (750.000 د)، “العزة المجحودة” من إخراج فؤاد عزمي (750.000 د)، “هنا صوت الوحدة” من إخراج رشيد قاسمي (700.000 د)، “رعاة الأطلس الرائعون” من إخراج عبد اللطيف افضيل (800.000 د)، “سيدة الكارة” من إخراج مليكة ماء العينين (1.000.000 د)، “زغيلينة” من إخراج توفيق شرف الدين (900.000 د)، “النحام الوردي، نداء الصحراء” للمخرج حسن خر (600.000 د)، “أميناتا” من إخراج سعيد زريبيع (600.000 د)، “ديار” من إخراج سيدي محمد الإدريسي (600.000 د)، “الغيبة” من إخراج محمد أحمد بجيجا (600.000 د)، “زهرة الرمال” من إخراج جواد البابيلي (600.000 د)، “الهيلالة” من إخراج إسماعيل لعوج (600.000 د)، “الكيطنة” من إخراج فريد الركراكي (600.000 د)، “تلمزون ذاكرة الصحراء” من إخراج أحمد بوشلكة (550.000 د)، “لمراح” من إخراج سعيد السليماني (510.000 د)، “جكوار” من إخراج رشيد زكي (500.000 د)، “جريت لحلال” من إخراج عبد الحكيم البيضاوي (500.000 د)، “عود الإسم” من إخراج عبد اللطيف نسيب (500.000 د)، “القصبة” من إخراج شكير لخليفي (500.000 د).
ملاحظات:
تؤكد قوائم الأفلام أعلاه أن الكم الفيلموغرافي بالمغرب لا يزال في تصاعد مستمر من عشرية لأخرى، ففي سنة 2022 وحدها تم إنتاج 37 فيلما سينمائيا طويلا ودعم 38 مشروعا، الشيء الذي يستدعي مجموعة من الملاحظات نجملها فيما يلي:
1، لا يزال عدد الأفلام الروائية الطويلة المنجزة يتجاوز عدد الأفلام الوثائقية الطويلة، 23 مقابل 14، رغم أن لجنة الدعم في دوراتها الثلاث الأخيرة برآسة غيثة الخياط دعمت بشكل أكثر مشاريع الأفلام الوثائقية الطويلة والمتوسطة حول التاريخ والثقافة والمجال الصحراوي الحساني ومواضيع أخرى أي 22 وثائقي مقابل 16 روائي.
2، أغلب الأفلام الوثائقية حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، بشهادة العديد من النقاد والمتتبعين، هي أقرب إلى ربورتاجات تلفزيونية (ممططة) منها إلى أفلام وثائقية سينمائية بالمعنى الصحيح، ولهذا فنسبة المتميز منها إبداعيا قليلة جدا. زد على ذلك أن أكثر هذه الأفلام إن لم نقل كلها هي الأولى لمخرجيها. وهذا يدل على أن تجربة هذا الجنس من الأفلام لا تزال فتية، كما يدل أيضا على أن المحرك الأساسي لبعض الشركات المكلفة بتنفيذ إنتاجها ليس فنيا بالأساس، بحيث أصبحنا نلاحظ نوعا من التهافت على كعكة الدعم الهزيل المخصص لهذه الأفلام من طرف الذين لا يستفيدون من الدعم “السمين” المخصص للأفلام الروائية الطويلة. هذا إضافة إلى أن أغلبية الأفلام المدعمة لا تجد لها طريقا للعرض في قاعاتنا السينمائية وقنواتنا التلفزيونية ومهرجاناتنا اللهم إذا استثنينا المهرجانات التي تنظمها الجهة الداعمة (المركز السينمائي المغربي) وعلى رأسها المهرجان الوطني للفيلم بطنجة ومهرجان العيون للفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني وغيرها. فلمن تنتج إذن هذه الأفلام؟
3، فيما يتعلق بالأفلام الروائية نلاحظ أن نصفها تقريبا هو من توقيع مخرجين شباب في تجاربهم الأولى على مستوى الفيلم الطويل، أما النصف الآخر فهو لمخرجين تتراوح مكونات فيلموغرافيا كل واحد منهم بين فيلمين و13 فيلما. وهذا الرقم الأخير هو في حوزة المخرج حسن بنجلون، الذي يعتبر لحد الآن أغزر المخرجين المغاربة إنجازا للأفلام الطويلة (14 فيلما من بينها فيلم وثائقي واحد، منذ 1990 إلى 2022)، دون أن يكون هناك خيط رابط بين هذه الأفلام المختلفة التيمات أو خصوصية ما على مستوى كتابتها السينمائية كما هو الشأن بالنسبة لتجارب كل من حكيم بلعباس وداوود أولاد السيد ومحمد مفتكر وهشام العسري وغيرهم على سبيل المثال.
4، شاركت بعض هذه الأفلام الطويلة في مهرجانات أجنبية وعربية ووطنية ونال بعضها جوائز مختلفة القيمة، نذكر من هذه الأفلام المتوجة العناوين التالية: “زرقة القفطان” لمريم التوزاني، “أسماك حمراء” لعبد السلام الكلاعي، “صرة الصيف” لسالم بلال، “العبد” لعبد الإله الجوهري، “لعزيب” لجواد البابلي، “جبل موسى” لإدريس المريني، “فاطمة، السلطانة التي لا تنسى” لمحمد عبد الرحمان التازي…
5، جل أفلام سنة 2022 استفادت من دعم الدولة في دورات سابقة مع استثناءات قليلة نذكر منها “دوار العفاريت” لبوشعيب المسعودي و”سيكا” لربيع الجوهري و”الإخوان” لمحمد أمين الأحمر وغيرها، علما بأن كل الأفلام التي شاهدتها لجنة الدعم برئاسة غيثة الخياط بعد الإنتاج في الدورات الثلاث لسنة 2022 لم تحظ بأي دعم، فهل هذا يعني أن أفلام ما بعد الإنتاج غير مقنعة أم أن لجنة غيثة الخياط اختارت ألا تدعم إلا المشاريع على الأوراق أي قبل الإنتاج؟
6، هناك مخرجون أسماؤهم حاضرة أكثر من مرة واحدة سنة 2022 في الأفلام ومشاريع الأفلام، الوثائقية حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني مثلا، في حين هناك أسماء أخرى راكمت تجارب معتبرة في المجال السينمائي لا يتم دعم مشاريعها على امتداد دورات متعددة.
خلاصة:
يبدو أن لجنة الدعم بصيغتها الحالية يجب أن يعاد النظر فيها شكلا وطريقة، فلا يعقل أن تحكم نفس اللجنة في وقت وجيز على أفلام ومشاريع أفلام يتكاثر عددها من سنة لأخرى وتنتمي إلى أجناس سينمائية مختلفة. لابد إذن من توزيع مهامها المختلفة على لجينات مصغرة من حيث العدد، تبث كل منها في ملفات خاصة بجنس محدد من الأجناس المقترحة عليها: لجينة خاصة بالأفلام الروائية الطويلة قبل وبعد الإنتاج، لجينة خاصة بالأفلام الوثائقية قبل وبعد الإنتاج، لجينة خاصة بالأفلام القصيرة، لجينة خاصة بدعم كتابة وإعادة كتابة السيناريوهات، لجينة خاصة بالأفلام الحسانية، ولم لا التفكير في لجينة خاصة بالأفلام الأمازيغية في تلويناتها المختلفة. كما يجب ألا تضم كل لجينة في عضويتها إلا أهل الاختصاص والعارفين بلغة وثقافة كل منطقة والممارسين للكتابة والإخراج والإنتاج. ولا يعقل أن تستدعي اللجنة (اللجينات) للترافع أمامها مخرج العمل فحسب بل أيضا كاتب السيناريو والمنتج أيضا، ولنا العبرة فيما وقع مؤخرا بالدورة السادسة لمهرجان العيون نتيجة خطأ وقعت فيه مخرجة فيلم “زوايا الصحراء.. زوايا الوطن”.
لابد أيضا من التفكير جديا في إحداث صناديق متعددة للدعم، بما في ذلك الصناديق الجهوية، بعضها خاص بالشباب الموهوبين وبالمبدعين المجربين الذين شرفوا ويشرفون المغرب بأفلامهم في المهرجانات الدولية المحترمة، وبعضها الآخر خاص بالأفلام الجماهيرية التي تستقطب أكبر عدد من المشاهدين عند عرضها في القاعات السينمائية. أما الذين لم يفلحوا بأفلامهم لا في المهرجانات ولا في القاعات السينمائية فينبغي حجب الدعم عنهم إلى أن يثبتوا العكس.
بقلم: أحمد سيجلماسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *