احتضنت قاعة ابن رشد بثانوية المحمدية التاهيلية القصر الكبير فعاليات اليوم الأول من ملتقى “الشعر والفلسفة” الذي ينظمه نادي الفنون البصرية، ونادي المواطنة والتوجيه التربوي بتعاون مع جمعية أمهات وآباء وأولياء أمور التلميذات والتلاميذ بثانوية المحمدية التأهيلية بالقصر الكبير، المديرية الإقليمية بالعرائش، بتنسيق مع بيت الشعر بالمغرب.
وحمل هذا اليوم عنوان: الشعري والجمالي في تجربة المبدع محمد بنقدور الوهراني، وعبر السيد سعيد سعيد الحمدي مدير المؤسسة التربية في كلمة باسم الأطر الإدارية والتربوية عن انفتاح المؤسسة على مختلف الشركاء، بغية استثمار الرأسمال الرمزي والعمل على تجويد التعلمات وتنويعها في سياق تفعيل أدوار الحياة المدرسية، وإدراج المتعلمين والمتعلمات في كل المبادرات الثقافية والتربوية بوصفهم المكون الأساس، وعبر الأستاذ سعيد حمدي عن اعتزاز المؤسسة باستضافة المبدع محمد بنقدور الوهراني بوصفه من قدماء ثانوية المحمدية التأهيلية، ومن أهم الأسماء الشعرية إقليميا ووطنيا، فضلا عن ارتباط هذا الملتقى ببرنامج المؤسسة الذي يشمل كل الشعب وفق برنامج دقيق وطموح على امتداد السنة الدراسية.
وفي كلمة باسم جمعية أمهات وآباء وأولياء أمور التلميذات والتلاميذ بثانوية المحمدية التأهيلية بالقصر الكبير قدم الأستاذ محمد ادرويش رؤية الجمعية الفاعلة وفق مرسوم رقم 2.20.475، المنشور في الجريدة الرسمية عدد 7011؛ وهو يأتي تطبيقا لمقتضيات القانون رقم 51.17 الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وهذا الامر يوضح مهام الجمعية وأدوارها المختلفة، والجمعية منخرطة مند تأسيسها في كل المبادرات التي تستهدف المتعلمين والمتعلمات في كل الشعب الدراسية بالمؤسسة،وتعمل على تحسين التعلمات وتجويدها لان الهذف الاساس للجمعية هوالمساهمة في ترسيخ قيم المواطنة والعمل على خلق جيل ناجح وطموح وقادر على المساهمة في التنمية المستدامة.
وعبرت المتعلمة هدى حجرة رئيسة نادي الفنون البصرية عن أهمية هذا اللقاء بوصفه يرتبط بالسياق المعرفي لمادة اللغة العربية للسنة ثانية باكالوريا مسلك العلوم الإنسانية، وبوصف اللقاء يسمح في الاستفادة من تجربة إبداعية متميزة.
وحملت مشاركة الشاعر محمد عابد في هذه الاحتفالية صيغة كلمة ترحيب من لدن المديرية الإقليمية بالعرائش، وصيغة شهادة إبداعية تستحضر طبيعة تجربة الشاعر على مستوى البنيات المعرفية والجمالية المشكلة لتجربة الشاعر محمد بنقدور الوهراني، والمشترك الإنساني على امتداد سنوات طويلة، وهو أمر يجعل صورة الشاعر مكونة من هذا البعد الإنساني والبعد الإبداعي الذي جعل الشاعر يحظى بتقدير النقاد والمهتمين بمجال الكتابة الشعرية.
واختار الأستاذ عبد السلام دخان منسق نادي الفنون البصرية الانطلاق الحديث عن علاقة الشعر بالفلسفة التي اعتبرها علاقة شائكة ومعقدة فالشاعر يتحدث عن صوت الريح، والفيلسوف يتأمل هذا الصوت ويتأمل الصور الشعرية محاولا رصد الوجود وأنساقه في عوالم النص الشعري، واعتبر أن العلاقة بين الشعر والفلسفة ليست دائما علاقة لغز، لان الرهان يرتبط باكتشاف الحوار الصامت والصاخب بين الشعر والفلسفة التي عملت على تعميق النظر والتفكير في انساق الشعر مند أرسطو ووصولا على تجارب مضيئة مثلتها تجارب المتصوفة الحكماء وأشعار طاغور ومن على شاكلته. إن الأمر لا يستدعي البحث عن القصيدة الفلسفية ، بل التفكير بالشعر ومن أجل الشعر، وهذا هو ما جعل هذا اللقاء يرتبط في بتجربة الشاعر محمد بنقدور الوهراني على امتداد منجزه الشعري” لست الآن وحدي، يد فارغة،عن ظهر قلب، بعيدا… في أول الطريق.”
وقدم الدكتور محمد الغرافي مداخلة نقدية علمية رفيعة حملت عنوان:”بلاغة الإيطوس في الخطاب الشعري المغربي المعاصر،دراسة في التجربة الشعرية عند محمد بنقدور الوهراني” مستحضرا سعي دراسته النقدية البحث في توظيف بلاغة الإيطوس في التجربة الشعرية عند الشاعر المغربي محمد بنقدور الوهراني، والكشف عن عناصر الصورة الخطابية التي حرص منشئ الخطاب على تشييد ها عن الذات بغرض التأثير في المتلقي، وحمله على الإذعان لمقتضيات الخطاب، والتصديق عبر ترسيخ صورة أخلاقية وعاطفية وجدانية تقوم على نبل المشاعر والمقاصد، فالمتكلم ذات عاكفية هشة بامتياز، تركن إلى الماضي والاحتماء بتاريخ الأب طلبا لتأسيس التاريخ الشخصي للطفل من خلال استرجاع الأحداث الكبرى في مسيرة الأب الوجودية والحياتية، كما شكل الحب والعشق بنية مركزية في حياة المتكلم في الخطاب الشعري بقصد تأبيد التفاصيل الحميمة التي نشأت بين العاشقين وتعهداها بالعناية والرعاية دفعا “لسلطان النسيان” واستجلابا “لسلطان الذكر” كما عبر عن ذلك الجاحظ.
وقدم المحتفى به الشاعر محمد بنقدور الوهراني نبذة عن مساره الشعري وعن منظوره للكتابة الشعرية، مؤكدا على ضرورة التكوين العلمي ضبط أصول الكتابة الشعرية والعمل على تطويرها، وأتحف الحضور الكرام بقصائد من دواوينه الشعري.
واختتم اللقاء بتقديم هدايا رمزية على المحتفى به الشاعر محمد بنقدور الوهراني، وعلى المشاركات والمشاركين في هذه الاحتفالية من لدن المؤسسة و جمعية أمهات وآباء وأولياء أمور التلميذات والتلاميذ بثانوية المحمدية التأهيلية بالقصر الكبير.