الرئيسيةأخباردار الشعر في تطوان تجمع بين القصيدة والرواية وتوقع آخر إصدارات تطوان والشارقة

دار الشعر في تطوان تجمع بين القصيدة والرواية وتوقع آخر إصدارات تطوان والشارقة

 أقامت دار الشعر في تطوان، مطلعَ هذه السنة، تظاهرة جديدة احتفت فيها بإصدار شعري جديد، وآخر نقدي حول فن الرواية. لتواصل الدار انفتاحها على الفنون والأجناس الأدبية الأخرى، إلى جانب فن الشعر، بوصفه جوهر كل كتابة إبداعية.

واحتضن المركز السوسيو ثقافي، التابع لمؤسسة محمد السادس بتطوان، يوم الأحد الماضي، لقاء “توقيعات”، حيث شهد تقديم ديوان “تراتيل التاء” للشاعرة مريم كرودي، الصادر مؤخرا بمدينة تطوان، إلى جانب كتاب “الهوية السردية في الرواية العربية” للدكتور الأستاذ يوسف الفهري، الصادر حديثا ضمن منشورات دائرة الثقافة في الشارقة.

وفي ورقة بعنوان “رشاقة المتخيل”، ذهبت الناقدة المغربية الزهرة حمودان إلى أن “المتخيل الشعري لدى الشاعرة مريم كرودي إنما يتأمل برشاقة محلقة آفاق ما توحيه الطبيعة، وما يحسه الإنسان،  قبل أن يستكين إلى ذات الشاعرة، حيث تولد القصيدة. وذهبت الباحثة إلى أن قصائد ديوان “تراتيل التاء” إنما “تلزم قراءها بضرورة التبصر في النص الموازي الذي يمثل عتبة العنوان، بقوة موقعه كحبل المشيمة يربط ذات الشاعرة بمجموع نصوص الديوان، حيث البعد الروحي للفظة تراتيل، كما ـن تحديد الذات المرتلّة بـ”التاء”، يجعل هذه العلامة الأبجدية تلقي بظلالها على  القصائد، مجلية رؤية العالم لدى الشاعرة، وهي أيضا قيمة مهيمنة في الديوان، تصدح بها العديد من القصائد والصور الشعرية المشهدية” في ديوان الشاعرة.

وفي ورقة حول “تسريد الهوية في الرواية العربية” يرى الدكتور والقاص عماد الورداني أن كتاب “الهوية السردية” إنما يقارب ثلاثة إشكالات مركزية، أولها “ما هي الهوية؟” ثم “كيف نقاربها؟”، و”ما هي تمثيلات الهوية في الرواية العربية؟”. ويركد الباحث أن كتاب الدكتور  الفهري قد حرص على “رصد الهوية بما هي فهم للوجود، وهو فهم يتأسس على النظر إلى التعالق الحاصل بين الفردي والجماعي، والأنا في صوغها الجماعي في علاقتها بالآخر المختلف، وطبيعة النظرة الحاصلة بين الذوات وموضوعاتها، والموقف الثقافي الذي من خلاله تنظر الذات وينظر إليها”. كما أوضح الورداني أن كتاب “الهوية السردية” يصدر عن مقاربة تأويلية تروم تفكيك الأنساق المشكلة للهوية في الرواية العربية بما هي تسريد جمالي وثقافي. والباحث، في هذا الباب، لا يكاد يفصل بين ما هو جمالي وثقافي، بقدر ما يتناول الجمالي بما هو طرائق غير خاضعة للتنسيب وتروم تمثيل موضوعها، بينما يتحقق الثقافي في المبادئ المحركة للهوية، والتي تتخذ تمثيلات تتسم بالتنوع والتعدد. ويحدد الورداني هذه مبادئ في ثلاث سلط: هي السلطة الإيديولوجية والسلطة الثقافية والسلطة الدينية، إذ الهوية سلطة تجبرنا على تفسير الكون من خلال تلك القواعد المسكوكة التي نشيدها بناء على علاقتنا بالوسط الذي ننتمي إليه.

 وتبعا لكتاب “الهوية السردية في الرواية العربي” يؤكد الورداني وقوف الباحث عند خمسة تمثيلات للهوية، أولها عن “الهوية ومبدأ الصراع”، والثاني عن “الهوية ومبدأ العرق”، والثالث عن “الهوية والأنثوي”، والرابع عن “الهوية والذاكرة”، ثم سؤال الهوية بين الإثبات والنفي…

 ولا تزال دار الشعر في تطوان تحرص على الاحتفاء بالشعر في علاقته بباقي الفنون والأجناس الأدبية الأخرى، عبر لقاءات وتظاهرات كبرى جمعت بين الشعر والرواية، وأخرى بين الشعر والمسرح، وثالثة بين الشعر والسينما، ثم الشعر والموسيقى والتشكيل… وكانت الدار قد نظمت سلسلة من اللقاءات التي جمعت بين الشعر والرواية، من بينها ندوة كبرى بعنوان “شعراء يكتبون الرواية”، بمشاركة الشاعر والروائي ووزير الثقافة الأسبق محمد الأشعري، والشاعر والروائي حسن نجمي، والناقد سعيد يقطين، والناقد شرف الدين ماجدولين، بينما تنعقد الحلقة الثانية من هذه الندوة في شهر مارس المقبل.

 

طنجة الأدبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *