الرئيسيةأخبارصدور كتاب “اللاهوت والثقافة: بين الذات العربية والآخر الأنجلو أمريكي”

صدور كتاب “اللاهوت والثقافة: بين الذات العربية والآخر الأنجلو أمريكي”

 ضِمن مجال الدراسات الثقافية المقارنة، صدر عن دار الأمان بالرباط كتاب ” اللاهوت والثقافة: بين الذات العربية والآخر الأنجلو أمريكي”، للدكتور أسامة الصغير. يحاول هذا الكتاب بيان أسبقية سلطة النسق اللاهوتي على النسقين الامبريالي والثقافي، ويؤكد أهميةَ الوعي بهذه الأسبقية في تحليل الخطاب الثقافي المعاصر بين الذات العربية وآخَرِها الأنجلو أمركي. ويتّضح من خلال المتون الروائية المدروسة عند الجانبين ” أنه لا يمكن تنميطُ الآخر في منظور واحد، بل إنه آخرٌ متعدد، وأن الخطاب الثقافي لدى كل أمة ليس وحدة منغلقة ومُصْمتة، بل إنه يتأرجح بين الخضوع لسلطة النسق اللاهوتي المُوَجِّه وبين الخروج عن هذه السلطة “.

بحسب ما جاء في هذا الكتاب، فإن ” خطورة التمثلات وإن كانت مجرد نماذج داخل النصوص، تَكْمُنُ في أنها تتسرّب إلى الوعي العام عبر نسق التلقي والتداول، فتكتسب مع الوقت والتعزيز صفةَ الحقيقة الجمعية التي يحملُها طرف عن طرف آخر. إنه ما يُسمّى خروج النص إلى الحياة الفعلية في مواقف وأقوال البشر الحقيقيين”، إذ على أساس ” دالنمط / التصنيف تقوم وتنهض الاختلافات والتمييزات بين الثقافات والمجموعات الإنسانية “، كما يقول المؤلف.

نقرأ من الكتاب أيضا: ” أن التوجه المشحون إلى الآخر عبر ترسانة من المُسبقات النسقية المشدودة إلى اللاهوت، وعدم الحرص العميق على التعامل معه باعترافٍ وتقدير إنساني، سيجعل حاصل تصوُّرنا ومعرفتنا به عبارة عن استيهامات رغبوِيّة تُلبِّي نداءات مُعيّنة قابعة في اللاوعي”، فتكون النتيجة هي الجهل بالآخر، ” كأن البشرية تتّبِع حركة ًمتوالية من صيغ وحِقَب الابادات والانتقامات، كلٌّ تَبتدع وتجترح مُصوِّغاتها: الدينية أو العرقية أو العلمية التحضيرية أو غيرها، وتُسخِّر لها أشكالَ الخطاب والمعرفة عبر أدوار أتقنها وأرساها رجالُ اللاهوت أساسا، وخضع لنسَقها الساسةُ والعلماءُ والكُتّاب وغيرهم “، حتى  يخلُص المؤلف إلى أن ” حقيقة الاستغلال والهيمنة واحدة، لكن بأسماء واستعارات مختلفة !. وهو ما يستوجب نوعا من التحليل النقدي الثقافي المزدوج”.

          التزاما بالدفاع عن أطروحة الكتاب، يرى المؤلِّف أنه ” مهما تعدَّدت دعاوى ومُقترحات الأفق الإنساني المشترك، فإن إعادة فهمِ وتأويلِ المعتقد اللاهوتي – الثلاثي خصوصا –  لمُجابهة سُنَنِه القديمة الجديدة حول العلاقة بين الذات وآخرِيها، تبقى ضرورة وأولوية لا بد أن نأخذها بالحسبان. فإذا كان تأويلُ الدين هو المشكل التأسيسي الذي شيَّدَ اللاوعي اللاهوتي وأقام الأبْنية النفسية المُتطاحنة، فإن فهما آخر للدين ولإواليات اعتماله لا بد أن يكون هو الحل. وإلا فإن أي ادعاء وهروب من المسألة الدينية تحت أي مسمّى، قد يكون العلمانية، العقل التكنولوجي، أو السلفية، لا يعدو كونه استدامة لنفس الاواليات التصادمية الافنائية الثاوية في اللاوعي التاريخي، واستمرارا للنواة الخفية في توجيه العلاقات الحضارية. “.

 

طنجة الأدبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *