أطل علينا شهر الرحمة والغفران، شهر الإيمان، رمضان المبارك. وهو كريم بالعباد، حين يأتي بعد أحد عشر شهراً، قضاها الناس في جهاد عيش لا يمل ولا يكل. وقضاها العالم في محن وصراعات.
وإذا كان رمضان يأتي ليرمز إلى التضامن والإيمان، إلا أنه هذا العام يُتوقع أن يكون له وجه غير مألوف كسابقه، بسبب محاصرة كورونا (كوفيد 19)، رغم التلقيحات الأولية. ومن التغيرات الكبيرة التي يشهدها رمضان هذا العام، لم تقتصر فقط على مظاهر التعبد الجماعي، والزيارات العائلية، ولكن سيقتصر الأمر على التعبد الفردي مع الأسرة الصغيرة داخل البيت، بدلا من مظاهر التعبد الجماعي . ونتمنى أن ينتهي بلاء الوباء في أسرع وقت ممكن، من أجل أن نعود لممارسة طقوسنا الدينية والاجتماعية كذي قبل..
ونظرا لما لشهر رمضان الكريم من أفضال على المسلمين، وترسيخ قيمه الروحية في نفوسهم، ولأنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم هدى وبينات للناس، لذا حظي بمكانة جليلة في نفوسهم، قصاموه وأقاموا فيه الصلوات والتراويح. ذلك أن الصوم ليس عادة من العادات، أو أمرا، بل هو عبادة جليلة رُتب عليها أعظم الثواب، وأدّخر الله لصاحبه أجره حين يلقاه في ساعة يعرف عندها مقدار الحسنات، فلا تعجب من فرح المؤمن ببلوغه، ولا تستنكر فيه اجتهاد المجتهدين .
أمينة بنونة