عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ ⸎ بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ
سؤال وجيه، طرحه المتنبي في القرن الرابع الهجري، ومع ذلك فهو يصلح لأن نوجهه اليوم إلى أنفسنا، فماذا قدم لهذا اليوم؟ أم هو مجرد فرصة للاحتفال بيوم محدد، بينما المرأة لا تزال تعيش الإقصاء بكل تجلياته؟، فالعنف بكل أشكاله، والتمييز ضارب أطنابه. ثم ماذا عن التحرش بكل بصماته اللاذعة، والفروق الاجتماعية عامة، وفي حق النساء خاصة، بكل أضرب الإقصاء الاجتماعي والاقتصادي.
كما نضيف إلى تساؤلنا: ماذا عن الأمية التي تنخر كل البلاد، والبطالة والعطالة، ناهيك عن التسيب، الذي أصبحت تعيشه البلاد في مختلف المؤسسات.
ومما زاد الطين بلة، ما فرضته أجواء كورونا من مضاعفات، سواء من خلال الرعاية الصحية، أم التعليم المنزلي، والعمل من المنزل، ومضاعفة وظائف البيت. فهذه بعض تداعيات كورونا، المخيمة على الشهر العالمي للمرأة سنة 2021.
وما هو مطلوب بمناسبة 8 مارس، أن يكون فرصة سنوية لمراجعة ملف المرأة، والاحتفال بإنجازاتها، والدعوة لتحقيق مطالبها. وهو ما تتطلع إليه المرأة في احتفالها بيومها الدولي لهذا العام، متطلعة إلى مستقبل متساوِ للجميع. وذلك تحت شعار: “النساء ودورهن القيادي : تحقيق مستقبل متساوٍ في عالم تسوده جائحة كوفيد-19”
إن رمزية الاحتفال بالجهود الهائلة، التي تبذلها النساء والفتيات حول العالم، ترمي إلى تشكيل مستقبل، يتمتع العالم فيه بالمساواة على نحو أكبر، مجندات للتصدي للجائحة والتعافي منها، علما بأن اليوم الدولي للمرأة 08 مارس ، هذا العام، يلقي أيضًا الضوء على الفجوات، التي لا تزال تتطلب العمل على سدها.
إننا نحتفل بالعيد الأممي، حتى من غير حصول أي تغيير، أملا في أن تكون هذه المناسبة منطلقا جادا لتحقيق المزيد من المكتسبات للمرأة خلال السنة الجارية. ولا يسعنا إلا أن نردد مع المتنبي:
بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ ⸎ بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ.
أمينة بنونة