الرئيسيةإبداعقصة قصيرة: توقيت

قصة قصيرة: توقيت

توقيت

في مكان ما هنا في هذا العالم، فتاة في عقدها الثاني تربت بين أحضان الطبيعة،تقضي يومها وهي تجوب أشجار الزيتون تحدث خرفانها؛ تنظر في مرآة صغيرة تراقب خصلة من شعرها خالفت الجموع لتداعب وجهها الملائكي،تمسك منذيلا صغيرا وتحاول تهجئة الحروف المطرزة عليه بخيوط حريرية (د.ماجد)، وتتذكر…
في مكان آخر يدخل المستشفى بوزرته البيضاء، يعبر الرواق و يسلم برؤاه الممتلئة بنذوب الحياة،يطمئن على مرضاه بابتسامة تحمل ألف أسف واعتذار. لم ينسه العمل يوما المحافظة على أناقته المميزة،يدخل مكتبه فينهار على الكرسي يلملم شتاته بعد رحلته التطوعية إلى القرية،يأخذ منذيلا جيبيا،يمسح نظارته ثم يعاود تكرار الذكرى…
هنا بعيدا كانت تجر الخطى حتى التقت نظراتهما قدرا،مزيج من الحياة والحياء والذكاء..فاض الكلام في العينين بحواس عجز النسيان أمامها..
صدق من قال أن الأسود يختار سادته فقد كان الأسود يليق به حقا…

سارة عيادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *