ما هذا الحيف على سلالة وعشيرة وطائفة مريدي الجلسة النورانية في حضرة االمقهى الروحانية.
لماذا سنكون آخر من يخرج من الحجر القسري على قهوة الصباح وقهوة المساء.
لماذا نستمر محرومين من ممارسة وجودنا على وجه الأرض في لحظاتنا الاشراقية مع قهوتنا السوداء القاتمة.
لاتظنوا اننا نجلس في المقهى حبا في التلصص او تزجية الوقت. لا ثم لا.
نحن نقتص لأنفسنا من هذا العالم الشرير بحرية الجلوس مع انفسنا او اصدقائنا.
منا من لا يفتتح ارسال يومه الا بقوته الصباحية،والا كان يومه منقوصا من السنة. من الحياة.
منا من لا يستطيع التفكير او التحليل او الكتابة…او الترجمة او المراجعة،بله حتى الحلم لولا طقسه المعتاد في مقهاه.
منا من لا يجد السكون ويصادف الصمت الصحي وسكينة النفس إلا في مقهاه،حتى ولو كانت مكتظة عن بكرة ابيها.
منا من يعتبرها سكنه ووطنه ومكتبه ومأواه ولجوءه،حيث تطيب نفسه ويحس بالامان في كرسيه وطاولته المعتادة.
منا فصيلة نادرة لا تستطيع الجلوس الا في كرسي محدد وزاوية محددة ووقت محدد.
منا من يشعر بالغربة والقهر والعنف وزعزعة عقيدة قهايوي اذا وجد كرسيه مشغولا او مقهاه مقفلة.
منا من يشعر بتغير خريطة ومعالم العالم اذا جلس في مقهاه في وقت غير وقته المعتاد.
منا من يجلس صامتا لا يكلم الا نفسه او هاتفه او كتابه او جريدته او سيجارته..
ومنا من لا يستطيع اقفال فمه او هاتفه ويلقي بالكلام كيفما اتفق بمناسبة او من دونها.
ومنا من يعيش ويموت مخلصا لمقهاه ولا يغيرها حتى في حالة ” الضرورة القصوى” و”بالترخيص” .
ومنا من لا يعترف بشرب القهوة في المنزل او الشارع او العمل.
ومنا من لا يومن ببدعة القهوة المحمولة اوemportė .لا بد ان يجلس في مقهاه حتى يكون للحظات شربه معنى، وتحسب له في ايام الحياة.
الجلوس في المقهى طريقة من طرق الحياة والانتصار على الشر والرداءة والتصالح مع الذات والحياة.
إنها من اقل اللحظات التي نخرج فيها من سلط قتل الحرية والجمال ومحبة الحياة.
لا تسقطوا فنجان قهوتي من يدي /أيادينا.
أحمد القصوار