الرئيسيةأخبارحوار مع إدريس حيدر

حوار مع إدريس حيدر

ادريس حيدر

تستضيف  أمينة بنونة ضمن سلسلتها الحوارية مع نخبة من الثقفين ، إدريس حيدر .
لادريس حيدر واجهات متعددة : نضالية ، حقوقية ، إبداعية ، سياسية, جمعوية ، إنسانية يصعب حصرها في هذه التوطئة لحوارنا معه.
فهو من مواليد القصر الكبير 1953
خاض ادريس حيدر تجربة الاعتقال السياسي 1979و 1984، كما ناضل من داخل حزبه وعاش تجربة مغايرة في مشاركة تدبير الشأن المحلي .
الاستاذ حيدر من مؤسسي فرع منظمة العفو الدولية بالمغرب حيث مثله عدة مرات في عدد من المحافل الحقوقية الدولية والجهوية، كما تحمل مسؤولية عدة جمعيات من المجتمع المدني وفي قطاع المحاماة.
انتخب ضيفنا رئيسا للجنة التنفيذية لفرع منظمة العفو الدولية بالمغرب ، ومارس ولا يزال نشاطه بفاعلية داخل امنستي المغرب.
على الواجهة الإبداعية الثقافية صدر لإدريس حيدر منجز ” ذاكرة الرماد ” و مؤخرا مجموعة قصصية موسومة ب ” ولازالت النجوم تركض” ..

لإدريس حيدر مساهمات متعددة على الصعيد الصحفي فهو ما فتىء يتابع تسارع ألاحداث المجتمعية من زاوية المحلل، المثقف ، الغيور على قيم التسامح والكرامة..

1- من خلال كتاباتك حول جائحة ” كورونا” ،هل من رسالة تود تبليغها للقارئ ؟.

إن البشرية كما يعلم الجميع ،تعيش جائحة ” كورونا ” التي تهدد حياة آلاف الناس ،إلا أنه يجب التذكير إلى أنه سبق لها أن ذاقت مرارة الأوبئة الفتاكة عبر العصور.
ففي العصور القديمة و الوسطى حصدت وأوبئة مختلفة حياة آلاف من البشر ك : “طاعون جستنيان ” 541 م. و ” طاعون توماس ” 640 م.و ” الطاعون الأسود ” في القرن 16.
و في العصر الحديث أوبئة: ” الكوليرا ” ،” الجذري ” ،” الإنفلونزا الإسبانية ” .
و كانت هذه الأوبئة قد فتكت بملايين الأرواح عبر العالم ، و أحدثت تغييرات ديموغرافية، إجتماعية و اقتصادية في ربوع الكون .
غير أنها كانت تحصل في عصور ووحدات جغرافية متباعدة و منعزلة.
لكن ما يميز الجائحة التي اصطلح عليها ب” فيروس كورونا المستجد ” covid 19, هو أن البشرية تعيشها كحالة وجدانية ،أو كلحظة واحدة في مختلف أرجاء المعمور بفضل وسائل التواصل الاجتماعي ،ثم إنه و بالرغم من مخاطره ،فالمؤكد أن الإنسانية تعيش حدثا استثنائيا لن تتاح لها فرصة أخرى شبيهة بها في المستقبل المنظور.
من جهة أخرى فإنه و بهدف تطويق الفيروس و الحد من زحفه، فإن الجهات ذات الصلة ،فرضت حجرا صحيا وذلك في إطار الوقاية الموصى بها و المتوخى تحقيقها ( الآن يوجد أكثر من 4 ملايين من الناس تحت إجراءات الحجر الصحي عبر العالم ) ،
هذه الوضعية تحمل في طياتها مخاطر صحية / نفسية عميقة على الشخص الموجود تحت الحجر (confiné).
و بالتالي فإني أهدافي من خلال سلسلة تأملاتي على هامش هذا الحدث ،السمو بالفرد إلى مستويات تجعله و تساعده على تحمل ضائقة الحجر و رفع منسوب المناعة لديه و مصاحبته درءا لحالة الاكتئاب التي يمكن أن تصيبه و أخيرا توريط في القراءة و المتابعة .

2- باعتبارك ممارس للفعل الحقوقي ،هل من قلق يعتريك بخصوص الوضع الحقوقي ؟

يؤكد المراقبون و المختصون و المحللون للوضع الذي يشهده الكون على إثر هذه الجائحة، أن العالم على هذه الحالة التي نعيشها إلى زوال و أن عالما آخر سيرى النور ،على غرار ما عاشته و عانت منه الإنسانية على إثر اوبئة أخرى .و غالبا ما ستعوض الوضع القائم بآخر قائم على سلطة أخرى و منظومة قيم مختلفة .
غير أنه يستوجب التنبيه إلى التجاوزات التي يمكن ان تقع بسبب الحجر الصحي ،
لقد سبق للمغرب أن صادق على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية وتنص مادته الرابعة على أنه و في حالة اتخاذ الدول لإجراءات مقيدة ،عندما يكون الوضع الصحي في حالة تهديد ،يجب أن لا تكون تلك الإجراءات منافية التدابير المترتبة عليها بمقتضى القانون الدولي.
كما أن المفوضية العليا لحقوق الإنسان سبق أن نبهت الدول إلى عدم اتخاذ الدول إجراءات ضد المعارضة لإسكات صوتها ،و لكن يجب أن تنصرف الإجراءات لأغراض صحية لأن الحقوق غير قابلة للتجزئ أو التأجيل.
إلا أن هناك ممارسات على أرض الواقع أولت المرسوم بقانون : 02.22.292 بنوع من التعسف على حقوق المواطن كضربه و تعريفه، و بالتالي خرجت من صلاحية تطبيق القانون إلى الاعتداء عليه.
ثم إن المعتقلين الذين يحالون على المحكمة لخرقهم إجراءات الحجر الصحي،يجب أن توفر لهم الجهات المختصة محاكمات عادلة كحق الموقوف في تمتيعه بالضمانات المنصوص عليها قانونا و كذا توفير المحامين للدفاع عنهم … الخ.
و غير خاف على الجميع الآثار السلبية لقانون : 22.20 الصادر أخيرا و الذي يضيق على حرية التعبير و يهدف تكميم الأفواه و الذي يمكن اعتباره خرقا سافرا لحقوق الإنسان.
و يجذر التذكير أن منظمة العفو الدولية – فرع المغرب – أصدرت عدة بيانات بالمناسبة كان آخرها الذي صدر بتاريخ : 2020.04.22 و الذي دعت فيه إلى تعزيز المناعة الوطنية و تكتيل الجهود بالإفراج عن معتقلي حراك الريف و غيرهم و نشطاء الحركات الاجتماعية الأخرى ،و كذا كافة معتقلي الرأي من صحفيين و مدونين شباب ،و أضافت أن هذه المرحلة في هذه المعركة الضارية تقتضي أن يكون الجميع أحرارا في صف واحد بدون أغلال .
كما أنه سبق لها أن رفعت شعارا استباقيا : ” أنا أعبر عن رأيي ،أنا لست مجرما ”

3- ما العلاقة المفترضة التي تراها مستقبلا بين القصة و تأثيرات جائحة ” كورونا ” و كيف ترى مستقبل القصة في ظل هذه التحولات ؟

انا لم آت إلى عالم الإبداع انطلاقا من دراستي الأكاديمية، و لكن لرغبة جامحة سكنتني لمدة طويلة ،كنت أكتب فيها و لا أنشر، إلى أن أقنعني بل ألزمني ثلة من المبدعين بضرورة الإفراج عنها.لقد أنتميت لعوالم مختلفة بعض الشيء : سياسية و حقوقية و أكملت اختياراتي بانتسابي لمهنة المحاماة في تناغم مع اهتماماتي.
الآن بخصوص السؤال أقول :
إن البشرية ستشهد تغييرات عميقة على البنية المجتمعية : إجتماعية، اقتصادية ،و ثقافية – كما سبق الإشارة إلى ذلك –
و بالتالي فعالم الإبداع سيشهد هو الآخر تغييرات لم يألفها القارئ من قبل .
و يقينا و تأسيسا على ما سبق فمستقبل الإبداع بصفة عامة و في القصة و الرواية بشكل خاص سيرى هو الآخر تغييرات عميقة و نوعية في : بنيات الكتابة من حيث شخوصها، فضاءاتها ،قيمها…الخ.
كل الإبداع عبر تاريخ البشرية الطويل تواءم و تلاءم مع تغييرات المجتمع و لن يحصل استثناء هذه المرة.

4- هل ننتظر منك إبداعات جديدة ؟

على مكتبي مجموعة من الإبداعات يميزها التنوع ،سترى النور فيما يقتبل من الأيام.
و يقينا أن جائحة ” كورونا ” و آثارها على الإنسان و محيطه ستجد مكانها بين هذه الأعمال ،و بالمناسبة لقد بدأت في نشر بعضها.

أجرت الحوار: أمينة بنونة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *