تنزيلا لبرنامجه السنوي، نظم نادي التربية على المواطنة وحقوق الإنسان بثانوية ابن طفيل التأهيلية بوادي زم؛ عشية الجمعة 27/ 12/ 2019 ندوة فكرية احتفاءَ باليوم العالمي للفلسفة، وتخليدا لليوم الأممي لحقوق الإنسان، تحت عنوان : “سؤال الفلسفة وحقوق الإنسان اليوم؛ بين الواقع والمأمول” وبالنظر لما تكتسيه مثل هذه الأنشطة من أهمية تربوية بالغة في إشعاع المؤسسة على محيطها، فقد التزم مجموعة من أساتذة المؤسسة وطاقمها الإداري بإنجاحها والتعبئة لها، وهو ما تبين من خلال الحضور التلاميذي القوي لفعاليات هذه الندوة. فبعد الكلمة الافتتاحية للسيد مدير المؤسسة؛ استمتع التلاميذ بالاستماع إلى فاصل موسيقي من أداء تلميذين منخرطين في النادي؛ ليتم بعد ذلك مباشرة المرور إلى المداخلات التي تمحورت كلها حول القيم وما يرتبط بها من حقوق، كالحق في العيش الكريم والمساواة وكذا الحق في التربية والتعليم؛ ذلك أنه لا قيم بدون تربية ولا تربية من دون قيم كما يقول أوليفيروبولOlivier Ruboul في كتابه les valeurs de l’éducation ؛ فالمدرسة المغربية المعاصرة – بما هي مؤسسة لكل المغاربة – لم تعد وظيفتها تتمثل في خدمة المعرفة savoir فحسب، بل في غرس القيم الضرورية للعصر؛ قيم العقل raison وكل ما يدور في فلكها من تسامح وتفاهم وحرية ومساواة égalité وكرامة إنسانية dignité humaine تمكن المتعلم من الاندماج في المجتمع والإسهام في تطويره وتغييره وتحسين وضعه بين باقي المجتمعات، مجتمع مبني على العقلنة raisonnement بما هي رؤية للوجود وبوصلة لتعقل هذا الوجود، ومن تم تنبع أهمية التربية على القيم للانتقال إلى مجتمع المعرفة والإعلام. وبعدما ألقى كل المتدخلين كلمتهم، تم فتح باب التفاعل والنقاش في وجه التلاميذ والأساتذة الحاضرين؛ حيث سجل التلاميذ مجموعة من المداخلات والتعليقات وكذا طرح جملة من التساؤلات التي تقلق فكرهم وتشغل بالهم، وهو ما ينم عن حس بالمواطنة “التلميذ المواطن” لدى هذه الفئة. وفي الأخير تم ختم الندوة بمقطع موسيقى هادئ وهادف من قبل التلميذين المتألقين؛ مع حفلة شاي معية التلاميذ والأساتذة، لتقييم أعمال الندوة.
يوسف عبّو