الرئيسيةأخبارفيلم “نذيرا” وبطلته جيهان كمال بفاس

فيلم “نذيرا” وبطلته جيهان كمال بفاس

بشراكة مع الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، نظم المعهد الفرنسي بفاس، مساء السبت 23 نونبر 2019، لقاء مفتوحا مع الممثلة جيهان كمال، بطلة الفيلم الروائي الطويل “نذيرا” (2018)، بحضور السيدة ميسون الناصري، عن الجهة المنتجة للفيلم، وذلك بعد عرض هذا الفيلم السينمائي الجديد لمخرجه كمال كمال، الذي تعذر عليه الحضور بسبب تواجده بالمهرجان الدولي للسينما بالداخلة في نسخته الثامنة من 22 إلى 27 نونبر الجاري، وهو الفيلم الرابع في فيلموغرافيته بعد “الصوت الخفي” (2013)، الذي شكل موضوع اللقاء السادس من لقاءات فاس السينمائية، و”السمفونية المغربية” (2005) و”طيف نزار” (2001).

بعد كلمة ترحيبية بضيفتي اللقاء والجمهور النوعي، الذي تعود على الحضور لمشاهدة الأفلام المغربية ومناقشتها في إطار مناخ الأندية السينمائية التي اشتهرت بها مدينة فاس في السبعينات والثمانينات والتسعينات من القرن الماضي بشكل خاص، ألقاها الناقد السينمائي إبراهيم زرقاني، عن إدارة المعهد الفرنسي بفاس، تم تقديم فيلم “نذيرا” والإشراف على تسيير جلسة مناقشته من طرف المخرج والباحث بوشتى المشروح، المنسق بين المعهد الفرنسي بفاس والجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب (جواسم)، بمشاركة الأستاذ عبد الخالق بلعربي (رئيس جواسم) والإعلامي إدريس اليعقوبي، عضو مكتبها المسير شأنه في ذلك شأن بوشتى المشروح.

تمحورت تدخلات الحاضرين أثناء مناقشة الفيلم حول مضمونه وبعض عناصر التعبير الفني فيه، حيث نوه البعض بجرأة مخرجه وكاتب سيناريوه وحواره كمال كمال في تعريته بفنية ورمزية ملحوظتين لجوانب من الواقع التاريخي السياسي والحقوقي للمجتمع المغربي، من خلال شخصية نذيرا، التي كانت مكلفة بمهمة قذرة من مهام الدولة البوليسية تتمثل في تصوير ما هو حميمي في حياة بعض الشخصيات النافذة في الدولة والمجتمع وتوثيقه صورة وصوتا لتوظيفه في حالات اللزوم عندما تصبح هذه الشخصيات مصدر إزعاج أو تهديد لأمن الدولة. فمن خلال حوارها مع رئيسها، الذي يزورها في السجن بشكل شبه منتظم، نكتشف بعض الخبايا ونتعرف على الطريقة التي يشتغل بها النظام لضمان استمراريته وتكسير شوكة كل من يقف في طريقه، كما نكتشف أن كل الموظفين في أجهزة النظام ما هم إلا بيادق يتحكم فيهم من بعيد.

كما نوه البعض الآخر بأداء الممثلة جيهان، التي حملت الفيلم على عاتقها من بدايته إلى نهايته، خصوصا وأن جل لقطاته ومشاهده صورت داخل زنزانة (فضاء مغلق) وكانت مشاهدتنا له وكأننا نتابع مسرحية على الركح يطغى فيها الحوار على باقي العناصر التعبيرية. ولم يفت بعض الحاضرين التنويه بالموسيقى التصويرية الممتعة للفيلم، التي شكلت عنصرا قويا من عناصر التعبير الفني فيه، حيث كانت مقاطعها متنوعة ومتناغمة مع المشاهد واللقطات المتتالية ونجحت إلى حد كبير في ترجمة بعض الأحاسيس الداخلية للشخصية الرئيسية في الفيلم وتطلعاتها إلى الحرية. وهذا ليس غريبا على مبدع يجمع بين كتابة السيناريو والحوار والتأليف الموسيقي وإخراج الأفلام، فالبعد الموسيقي حاضر بقوة في جل أفلامه السينمائية والتلفزيونية.

في ردودها على بعض الأسئلة المباشرة أشارت جيهان إلى أن إدارتها كممثلة من طرف المخرج كمال كمال، لم يكن حاضرا فيها بعد عاطفي، علما بأن المخرج أبوها، وإنما كانت الضوابط المهنية هي سيدة الموقف، وهذا ما أكدته السيدة ميسون الناصري، الحاضرة نيابة عن منتج الفيلم سعيد كوكاس، التي تحدثت عن الظروف الصعبة التي صور فيها الفيلم خلال رمضان وعن اشتغال جيهان لعدة ساعات في اليوم في التصوير وإعادة التصوير بصبر واحترافية عالية.

من جهة أخرى أشارت جيهان إلى أنها صاحبت والدها وشاركته في مختلف مراحل الفيلم منذ لحظة الكتابة والتفكير في المقاطع الموسيقية المناسبة، مرورا بلحظة التصوير ووصولا إلى لحظة المونطاج وغيرها.

وفي الأخير شكرت الأساتذة المتدخلين على تحليلاتهم العميقة والمفيدة وعلى إشادتهم بأدائها في الفيلم، وشكرت المشرفين على لقاءات فاس السينمائية، التي اعتبرتها من اللحظات السينفيلية القليلة ببلادنا نظرا لنوعية الحاضرين فيها من أساتذة وفنانين ومثقفين وسينفيليين وجمعويين ذكورا وإناثا وغيرهم. واختتم اللقاء بأخد صور جماعية توثق لهذه اللحظة الثقافية والفنية بامتياز.

تجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء الثالث عشر جاء بعد لقاءات سابقة مع المخرجة خولة أسباب بنعمر وفيلمها “نور في الظلام” والمخرجين رؤوف الصباحي وفيلمه “حياة” وإدريس المريني وفيلمه “عايدة” وعز العرب العلوي لمحارزي وفيلمه “أندرومان .. من دم وفحم” و محمد اليونسي وفيلمه “الوشاح الأحمر” وعبد الإله الجوهري وفيلمه “رجاء بنت الملاح” وكمال كمال وفيلمه “الصوت الخفي” و يونس ركاب وفيلمه “الأوراق الميتة” ومحمد الشريف الطريبق وفيلمه “أفراح صغيرة” وهشام ركراكي وأفلامه القصيرة الثلاثة: “ريكلاج” و”نداء ترانغ” و “إيما” و بوشتى المشروح وفيلمه الوثائقي “ورثة لوميير”.

أما اللقاء الرابع عشر فقد حدد موعده مع المخرج محمد اليونسي وفيلمه “دقات القدر” (2019) مساء السبت 7 دجنبر 2019 ابتداء من الساعة 19 بدار البطحاء.

 

أحمد سيجلماسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *