سميت معركة امبابة أو الأهرام لأن جيش مراد بك كان ممتد من إمبابة إلي الأهرام غرب النيل أما إبراهيم بك فكان مع جيشه وباقي أهل العاصمة في ساحل بولاق علي الشاطئ الشرقي للنيل يراقبون ما يحدث في الغرب.
كانت قوات المماليك شجاعة لكنها لا تجيد سوى حروب الشوارع، وهو النوع من الحروب الذي كان ينشأ بين قادة المماليك وبعضهم أو بينهم وبين المتمردين من الأهالي أو مع جنود الوالي العثماني، ولم يكن الجيش المملوكي يملك سوى عدد قليل من المدفعية والمشاة بينما يمتاز بالخيالة لكنهم يحاربون بإسلوب القرون الوسطى ولا خبرة لهم بتكتيكات الحرب الحديثة. افتقر جيش المماليك كذلك إلى الترابط حيث كان هناك تخوف بين مماليك كلا من مراد بك وإبراهيم بك بأن يقوم الفرنسيين بالقضاء على أحدهما فتخلو مصر للأخر، لذلك ظل إبراهيم بك على الجانب الأخر من النيل بقواته دون أن يقدم المساعدة لمراد بك تاركاً إياه لمصيره. في المقابل كان الجيش الفرنسي حديثاً يمتاز بالمشاة المدربة وعدد كبير من القطع المدفعية بالإضافة إلى قائده العبقري نابليون بونابارت.
وبعد أن أجرى نابليون إستطلاعه الأولي وجد أن جيش مراد بك يمتد من النيل إلى صحراء الأهرام حيث تظهر أهرام الجيزة في الأفق، كما أنه وضع مدافعه القليلة العدد على جانبي قواته ليمنع الفرنسيين من الهجوم عبر الأطراف. فكانت خطة نابليون هي التظاهر بهجوم وهمى على المقدمة لتشتيت انتباه مراد بك لتقوم قواته بالاستيلاء على المدفعية المملوكية وحرمانهم منها ومن ثَّم الهجوم عليها عبر أجنحته. بينما كان مراد بك الذي يفكر بالإسلوب التقليدي ويحارب بالفطرة يعتقد أنه في حالة عدم قدرة الفرنسيين على الهجوم بالأجنحة فسيهاجمون بالمواجهة حيث يمكنه حينئذ صدهم وبالتالي هزيمتهم ومطاردتهم في الصحراء. تطلع الفريقان بعضهم إلى بعض صبيحة يوم 21 يوليو 1798 م وخطب نابليون في قواته خطاباً شهيراً حيث قال ”’تاريخ 40 قرناً من الزمان يتطلع إليكم من خلال هذه الأهرام”’.
نفذت القوات الفرنسية هجومها الوهمي ونجحت في الإستيلاء على مدفعية المماليك. إضطرب مراد بك وأمر بهجوم عام. تقدم فرسان المماليك على صهوة جيادهم وهم يصيحون صيحات الحرب، لكن مدفعية الفرنسيين وتشكيلات مشاتهم الحديثة المشكلة في مربعات حصدتهم حصداً وتساقطت الفرسان المماليك بنيرانهم.
نتائجها
وكان من نتائجها انتصار نابليون وفرار مراد بك الي الصعيد وإبراهيم بك الي الشرقية ومنها الي الشام.