سرقته خطوات الخدر موغلة في سبل التيه، ألقته غثاءً في أرض الأقزام.
يصحوا مفزعا -وهو آخر سلالة العماليق- على ألم دخول الجذع في إسته، وأقزام عدة اصطنعوا أرجوحة علقوها في إحليله، وآخرين اتخذوا من فتحاته الكبيرة في وجهه مغارات للعبث ومراحيض.
تصرع يقظته بقايا الخدر، ينفض عن جسده أسراب الأقزام ؛ ويبتلع مرارات الانتباه.
يقبض -من كومة العشب التي يتوسدها-قبضة، يشعل فيها النار، يملأ صدره بدخانها الأزرق؛ فتعلوه موجات الخدر الهادرة. يتوسد باقي أعشابه، وتداعبه خيالاته فيرى نفسه عملاقا وتغيب عن الصورة -في عينيه- صورة قطعان الأقزام العائدة للعبث، وللأرجوحة، ولاستعمال المراحيض. يتذكر تلك النطفة التي زرعها في رحم زوجته قبل ولوج التيه (آااهٍ لو تنبت ذكرا يحمل إرث العملقة)، ويعيش الحلم.
ساعات اللهو الحلوة تمر بالأقزام حتى ينتفض العملاق؛ لينزع جذع آخر ويلوك مرارات أخرى، يقبض من عشبه، ويهم بإشعال النار، كلما أشعل عودا أطفأته دموعه؛ يلقي أعواده. يجري لحدود الساحة؛ يجلس في أحد الأركان. يحكم قبضته على عشبه. نظرته الغضبى ترصد قبضته. ودموعه تغسل فتحاته.
حازم كيوان