الرئيسيةإبداعحزن يسكن الداخل

حزن يسكن الداخل

حسنا لقد كان الامر مرعبا للغاية كنت اراه يلاحقني في كل مكان ، يلوح لي من بعيد ثم يتوارى نحو اللامكان كأنه سراب أو ربما هلوسات فقط .. طيفه يضمني في نومي ويظل يذكرني أني له وحده مهما افترقت طرقنا .. يطبع في كثير من الأحيان قبلة على جبيني ، فتدب نسمة باردة مشحونة بتيارات دافئة في كل اطرافي ، واحيانا تتسع حدقتا عيني و يهتز جسدي رعشة وانا ارى تقاطيع وجهه و هي تكاد تلامس وجنتاي ..
كلا كلا إنتظر !! لا زلت بكامل قواي العقلية، واعلم انها مجرد احلام يقضة لكنها حقا تؤرقني ..في تلك الليلة بالذات أعلنت مراسيم العزاء علنا.. أجبرتني نار الغيرة آناذاك على أن أشيع جنازته و معها أجزاء من روحي أيضا.
لطالما احببته ، لطالما أهديته الإبتسامات الغائبة ، لطالما كنت وفية لحبه، و هاهو اليوم يجلدني باهماله ، بل باهتمامه المفرط الذي يمطر فتاة غيري به .. فليشهد الله أنني بكيت حتى انسلخت وجنتاي وكاد نور عيناي أن ينطفئ ، فليشهد الله اني أحببتك حتا انتهى الحب نفسه فليشهد الله يا عزيزي ..أتذكر أني صرخت صرخات متتالية كمن زاره الموت وهو يقاوم من اجل البقاء .. هرولت امي إلي مجزوعة لترى قطرات العرق على جبيني ، كانت كقطرات الندى تماما لكنها لم تكن لتفيد الزهرة بشيء فقد ذبلت أوراقها و حدث ما حدث .. رأت أمي كيف اني اتألم و قبضة يدي تشد على جانبي كما لو أنني أحاول ردعه أو أحاول منعه من الاستسلام هو الآخر .. صحيح أن الألم كان جهة الكلي لكن الالم الفعلي كان في ذاك الايسر اللعين .. سارعت بي الى المستشفى .. وقد بدأت أشعة الشمس تعلن بداية يوم جديد ،تفحصني الطبيب ، أراد أن يطبق علي ما درسوه في العلوم ، تبا للعلوم ! لم تفك شيفرات السيدا بعد فكيف بطلاسيم الحب .. أدرك متأخرا أن مجزرة قد حدثت بداخلي أن حربا مهولة قد أبادت تلك المدينة الأفلاطونية بصدري .. طلب مني الإرتخاء ،و وصف لي ادوية حقيرة ، ومهدئات كادت تودي بي الى الجنون .. لا أذكر شيءا عن طريق العودة للمنزل ،كل ما أذكر أنني أخذت قرصا واحد لانام بعدها حوالي ال12 ساعة … حسنا! دعني أعترف إنه طبيب مبهر فقد وفر علي عناء الحديث، علم من ملامحي فقط مدى رغبتي في الفرار من واقعي ،تلك الاقراص اللعينة كانت منفدي الوحيد للأنقذ ما تبقى من روحي .. و ها أنا اليوم جثة هامدة مفرغة من المشاعر و الأحاسيس ..

 

كوثر العلاوي

تعليق واحد

  1. قصة درامية واقعية. تتكرر كل مرة في حياتنا جميلة السرد سلم اليراع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *