الرئيسيةأخبارندوة علمية حول “فن أحواش والتراث الثقافي غير المادي” بورزازات

ندوة علمية حول “فن أحواش والتراث الثقافي غير المادي” بورزازات

بحضور جمهور وازن عاكس التوقعات المنتظرة (أنظر الصور)، من بينهم العشرات من فنانات وفنانني فرق أحواش ونخبة من الباحثين والمهتمين، احتضن قصر المؤتمرات صباح يوم السبت 11 غشت 2018، الندوة الفكرية الأولى التي تمحورت حول موضوع ” فن أحواش إبداع متميز وإرث متجدر”، بمشاركة د. مصطفى نامي الباحث في مجال التراث الثقافي، وذ. خديجة الزاهير الباحثة بسلك الدكتوراه في التدبير المجالي، وذلك في إطار فعايات الدورة السابعة لمهرجان فنون أحواش المنظم بمدينة وارزازات من طرف وزارة الثقافة والاتصال.

في مداخلة الباحثة خديجة الزاهير، تحدثت عن مصدر مصطلح “أحواش” ومعانيها في اللغتين الأمازيغية والعربية، قبل أن تنتقل للحديث عن خصوصيات لباس الرقصات عند النساء والرجال ونوعية الآلات الموسيقية المستعملة، ثم عرجت للحديث عن التراث كهوية متجدرة في الاشعور وعوامل اندثار التراث الثقافي التي حددتها في. الجفاف والهجرة والمد الديني الذي كان له التاثير الأكبر في تقهقر واندثار الفنوان الشعبية، ومن تمة انتقلت للحديث عن أهمية الحفاظ على التراث الثقافي، على اعتبار أن فنون أحواش ليست مجرد أداء رقصات جماعية كبعد فني، ولكنها تتضمن بعدا آخر أكثر عمقا ونضجا هو البعد الهوياتي بعتبارها تجسيما مصغرا للحياة الاجتماعية بواحات درعة.

من جهته انطلق الخبير د. مصطفى نامي من ملاحظة هامة، أشار فيها إلى أن عقد هذه الندوة العلمية الأكاديمية بحضور الممارسين والممارسات لهذا الفن من فرق أحواش مهم جدا لأنه يربط النظري بالتطبيقي. قبل ان يقدم للحضور خلاصة عن التطور الذي عرفه مفهوم “التراث الثقافي غير المادي” الذي انطلق من اليابان، بعدما كانت هناك مصطلحات متعددة ومشتتة لهذا التراث، مذكرا أن ولادة هذا المفهوم بدأت تتبلور من خلال اجتماع الخبراء بمراكش الذي تمحور سنة 1999 حول الفضاءات الثقافية، والذي اعتمدت فيه اليونيسكو إعلان “روائع التراث الشفهي واللامادي للإنسانية”، قبل التخلي عنه وتعويضه في 2003 باتفاقية “التراث الثقافي غير المادي” معتبرا أن التفاعل بين المجتمع والفرد والطبيعة هو ما ينتج هذا التراث، وتحدث المتدخل بشكل مفصل ومفيد عن عناصر اتفاقية اليونيسكو حول التراث الثقافي غير المادي قبل أن ينتقل للحديث عن وضعه ببلادنا من حيث الاهتمام والتقنين، حيث توقف عند مساهمة المغرب وتوقيعه على الاتفاقية وتسجيل سبع ملفات كتراث غير مادي للإنسانية، من بينها ساحة جامع الفنا، وموسم طاطان، ومهرجان حب الملوك… وكذا المجهودات التي بدلتها الوزارة الوصية في هذا الاتجاه، دون أن ينسى التذكير ببعض العوامل السلبية، ومن بينها عدم اصدار قانون حول تدبير التراث التقافي غير المادي الذي ظل مشروعه رهين الأمانة العامة للحكومة منذ سنة 2010.

واختتمت الندوة التي أدارها ذ. جمال البوقعة، بنقاش أكاديمي مثمر بمساهمة اساتذة باحثين ومثقفين، ومسؤولين قطاعيين، وكان مثيرا تدخل بعض فناني فرق أحواش الحاضرة، تحدثوا فيها عن المشاكل والإكراهات التي تواجهها فرقهم، داعين الوزارة الوصية إلى الاعتناء بفناني هذه الفرق وتمكينهم كخطوة أولى من بطاقة الفنان.

 

طنجة الأدبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *