الرئيسيةأخبارحفل توقيع ديوان ” تَحَمَّلْنِي!” لندى الحجاري لقاء مائز وحضور كثيف ونوعي

حفل توقيع ديوان ” تَحَمَّلْنِي!” لندى الحجاري لقاء مائز وحضور كثيف ونوعي

شهدت قاعة مكتبة البلدية الساورة بحي لازاري بوجدة مساء السبت 10 مارس الجاري حفل توقيع ديوان الشاعرة ندى الحجاري “تَحَمَّلْنِي!” احتفاء بعيد المرأة وفي إطار الأنشطة الشهرية لمكتبة البلدية الساورة وجمعية لرسام للتنمية والثقافة والفنون الشعبية، بمشاركة الدكتورة جميلة الرحماني بورقة نقدية والأستاذة سعيدة الرغيوي بإدارة الحوار مع الشاعرة.
لقد تميز اللقاء بحضور مكثف ووازن، تنوع بين كاتبات وكتاب في مقدمتهم الروائية سعدية سلايلي والكاتبة أمينة بلهاشمي، وشعراء برز في مقدمتهم الشاعر المقتدر محمد علي الرباوي، وحضر اللقاء مثقفون ووجوه حقوقية بارزة منهم محمد امباركي، الحسان بنعاشور مصطفى شكرادي، مصطفى رابحي… وفاعلين جمعويين
وتربويين منهم رشيد بوغالب وعبد الجبار عبد الجليل علاوة على العديد من الأساتذة والطلبة…
كما تميز التوقيع بدفء ثقافي حميمي مفتوح بعيدا عن الرسميات، على أرضية الورقة النقدية للدكتورة جميلة رحماني التي تحدثت عن التجربة الشعرية الواعدة لندى الحجاري من خلال ديوانها الأول “تَحَمَّلْنِي!” بعد أن بدأت تكتب منذ مدة في جنس القصة القصيرة، إذ “تخلصت من سلطة القص” على حد تعبير الناقدة، وتناولت تأثرها بتجارب شعرية رائدة، وقالت ندى إن الشاعر الكبير الأستاذ محمد علي الرباوي قد طلبت منه منذ حوالي خمس سنوات الاطلاع على نصوصها فتجاوب مع طلبها وهو القامة الشعرية الذي لا يعرف مجاملة ولا محاباة في الحكم النقدي، فأعجب بكتاباتها الواعدة المختلفة تماما عن خطى والديها، وأرسل نصوصا لها إلى شيخ القصة الأستاذ محمد بوزفور الذي أبدى إعجابه أيضا بما كتبت.
في حديثها عن الكتابة والجرأة، قالت ندى الحجاري “إن من الأنانية أن نخبيء كلماتنا والكثير من الشباب الذي يكتب يتحرج من إظهار نصوصه، كما يخجل من الجهر بالحب وقد كتبت عن عيد الحب – تقول- حين لاحظت كثيرين يخبئون الورد في حقائبهم ولا يقدمونه لمن يحبون وإن فعلوا فخلسة، بينما الكلمات البذيئة والسيوف… ضحكت وقالت بالدارجة : “لمضا” لا يتحرجون منها، ذلك أننا لم نتعلم أن الحب سام والتعبير عنه رقي، وهذا يصدق تماما مع الكتابة، ودور الأسرة هام هنا، فإن كانت تؤمن بالإبداع وبسلطة الحرف فإنها توفر المناخ السليم والملائم للأبناء ليكتبوا ويعبروا عن ذواتهم المبدعة، وقالت تجيب عن سؤال الجرأة في نصوصها إن الفضل الأول فيها يعود لوالدتها، “فقد بدأت أخبيء بعض كتاباتي عندما أخذ يظهر فيها نوع من الجرأة غير المسبوقة بالنسبة لي، وأخبرتني أمي ذات يوم أن النص كالرضيع يجب رعايته، والحذف منه لأي سبب كان هو بتر وتشويه له، قالت لي دعي طفلك كما هو، وبدأت أقرأ لها ما أكتب، بينما لم أجرؤ على إطلاع والدي على حرف واحد، فقد بلغت السلك الثانوي وكان أبي عندئذ لا يزال يذكر قصصي التي كتبت في الإعدادي، وكنت أكتب في صغري عن تشغيل الأطفال، وقد آلمني كثيرا في البيئة التي نشأت بها في الريف أن أرى الأطفال قد أخرجوا إلى سوق الشغل، وفي الثانوي كنت بدأت أكتب قصائدي الأولى من دون أن أظهر لأبي منها شيئا، إلى أن جاء يوم كنت رفقة والدتي ووالدي بملتقى أدبي بأبركان في ليلة رمضانية وقد أدرجت لي قراءة، فوجدت نفسي أمام أمر واقع لطالما تجنبته : أن أقرأ في حضرة أبي، قرأت قصيدة ” ذئب” وكنت أنظر إلى الجمهور وأتحاشا النظر إلى أبي، لكنني فوجئت أن والدي أعجب بالنص، فعرفت أن أبي وأمي ينظران إلى الأدب كإبداع محض، وليس كمذكرات شخصية ولا كأسرار إنما هو أدب فقط، الأمر الذي شجعني على الكتابة بحرية، أشكرهما كثيرا، وأقول للشباب إننا غير مضطرين للحذف والتعديل أو الاحتفاظ بما نكتب لأنفسنا أو إقباره لأي سبب كان، فلو خضع الكتاب للرقابة لما خرجت إلى الوجود أعمال عظيمة وجريئة، وأشكركم (تضحك) لأنكم تحسنون الانصات إلي”.
وبعد إتاحة الفرصة لندى لتقرأ من ديوانها “تحملني” فتحت المسيرة الأستاذة سعيدة الرغيوي لائحة للتفاعل مع الشاعرة، فكانت تدخلات قيمة للحاضرين عن سر اقتحامها للشعر بعد السرد والنفس الحداثي لتجربتها الواعدة، وعن إيقاع الشعر في الديوان، وسلطة النقد وحرية الكاتب، وفي الأخير تم تقديم شهادات التقدير للمشاركات واختتم اللقاء بفقرة توقيع الديوان.
نبذة عن الكتاب : تَحَمَّلْنِي!
صدر هذا الكتاب بدعم من وزارة الثقافة المغربية عن منشورات رابطة كاتبات المغرب، وهو من الحجم المتوسط، في87 صفحة ضم 36 قصيدة منها : إليك، أنثى، تَحَمَّلْنِي! لوحة، طلاء الأظافر، سائحة، عابرة، سكر…وبعض هذه النصوص ذيلته الشاعرة بهاشتاغ مثل : #قال، #ستبقى_حبيبي… كما نجد إلى جانب القصائد المذكورة في الفهرس نصوصا شعرية قصيرة مميزة بخط “الحر” وبحجم أكبر، غير معنونة مختومة بهاشتاغ أيضا، وهو عرف إبداعي استوحته ندى الحجّاري من لغة التواصل الاجتماعي بمواقعه الشهيرة، من بين نصوص الهاشتاغ هذه نقرأ:
“ستَحْتَرِق
الكِبْرْياءُ نارٌ تَلهو بك
سأكونُ بِالجِوارِ كي أراكَ تحْتَرق
سأفُكُ ضَفائري وأُقَلِّمُ أظافري
ستُطْرِبُني آهاتُكَ تتوسَّل
قلبي الذي… مِنْ قَبْلِك
قد احتَرق !
#ستحترق”
ديوان ندى الحجاري “تَحَمَّلْنِي!” من طبع مطابع الرباط نت، وتتولى توزيعه على نقاط البيع مؤسسة دار التوحيدي، وقد حمل غلافه لوحة فنية للفنان معاذ بن عربية مع صورة شخصية للمؤلفة ومقطع ذيل بـ #عناق، وقدم هذا الديوان في الدورة الثالثة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء السنة الماضية ضمن رواق رابطة كاتبات المغرب.

طارق عبده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *