** هل وزارة الثقافة عازمة على أن تكون 2012 سنة بيضاء ثقافيا ؟.
لقد اتسعت مساحة التفاؤل في داخلنا بمجرد ما أخرج الوزير الصبيحي مشروعه الثقافي أمام ممثلي الأمة.. بل صفقنا له، وقلنا دون مواربة، أنه يؤسس لقطيعة أنطولوجية وإبستيمولوجية مع مشاريع من سبقوه في العمل الحكومي.
غير أن تصفيقنا لمشروع الحكومة الثقافي، لم يحظ بالرضا و الارتياح من كثير من الجهات الثقافية الأخرى، حيث رأت فيه موقفا متسرعا، وحكما سابقا لأوانه، وشيكا على بياض، منح، دون روية، لسلطة حكومية عودتنا تاريخيا على العمل وفق منطق الربح السياسي، وطبقا لقواعد العملية الانتخابية.
ورغم هذا الانتقاد الذي وجه إلينا برماح حادة الرؤوس، فإننا راهنا على وفاء الوزير و الوزارة بما جاء في مضامين وثنايا برنامجه الثقافي لعام 2012.. فهل أخطأنا؟.
سؤال نطرحه بألم شديد، لأننا على مشارف نهاية عام 2012 ولا شيء في الأفق.. ولأن الصحف والدوريات المغربية تتسابق في نشر معالم البرنامج الثقافي لسنة 2013.. فهل خدعنا.. ولدغتنا سنان السياسة وألاعيب الساسة؟ ..لا نعتقد ذلك.. ولن نسيء الظن.
ولكن لن نمنح لأحد شيكا على بياض ناصع أو مضبب.. و نطالب، بالمقابل، الجهة الثقافية الوصية بالخروج عن صمتها، والإفراج عما وعدتنا به – نحن المهنيين ومكونات الحقل الثقافي – من دعم ومن شراكة ومن تعاون.. لأنه مهما كانت المبررات والمسوغات والخطابات والإكراهات التي تتكأ عليها الوزارة، فإن التزامات 2012 الثقافية، ينبغي أن تنفذ.. سياسيا وأخلاقيا وحكوميا.. وحتى لا يقول البعض أن هناك تخطيطا متعمدا يرمي إلى تهميش الفاعل الثقافي، أو إعدام برنامجه المتعلق بالسنة الجارية.
لقد اعتقدنا أن مشروع – هذه – الحكومة في الثقافة، سيكون ثورة على مستوى التنفيذ والعمل، مادامت الوعود والبرامج النظرية بين جميع الحكومات السابقة تتوحد وتتشابه. بل كنا نرى – ونحن نواجه النقد الشرس من زملائنا – أن الوزارة الحالية أقدر من غيرها على إنجاز خطوات كبيرة في اتجاه بناء جسور الثقة و التعاون بينها وبين مكونات الحقل الثقافي المغربي، وخصوصا في مجال الدعم المالي، والتنسيق الأدبي والمعنوي، والحوار الاستراتيجي.. فهل أخطأنا أكثر من مرة؟.
وعموما، فإن الوزارة مطالبة بالوفاء بما التزمت به خلال هذه السنة، ونحن مطالبون بالعمل على تثوير قيم التعاون والشراكة في سبيل الارتقاء برصيدنا الثقافي الوطني.. وفي ذلك انتصار للثقافة المغربية.
طنجة الأدبية