تكريسًا لثقافة الاعتراف، شهد المقهى الثقافي “كازانوفا” بمدينة تمارة، مساء الاثنين 13 ماي، لقاء احتفائيا بالكاتب والإعلامي الطاهر الطويل، نظمته جمعية الأمل المسرحي للثقافة والتربية والفن، بتنسيق مع جمعية المقهى الثقافي، وحضره ثلة من المثقفين والمبدعين والفاعلين الحقوقيين والجمعويين.
تمحور اللقاء الذي نشطه الصحافي حسن الهيثمي، حول طفولة الكاتب المحتفى به، وعلاقته بعالم القراءة والكتابة، وبدايات احتكاكه بالمسرح واهتمامه بالنقد المسرحي، وصولا إلى مناقشة قضايا الإعلام المغربي بمختلف تجلياته.
وفي هذا الصدد، تحدث المخرج والممثل المسرحي محمد صوصي علوي المشهور بـ”بابا عاشور” (رئيس جمعية الأمل المسرحي) عن علاقته بالطاهر الطويل منذ أن كان فتى يافعا، حيث كان داعما له في ولوج الميدان الجمعوي ونشر نصوصه الإبداعية في بعض الجرائد المغربية خلال الثمانينات، وخاصة “الميثاق الوطني” و”العَـلم”.
أما محمد العدوني (رئيس جمعية المقهى الثقافي بتمارة) فاستحضر الصلات التي جمعته بالطويل التلميذ النجيب، مبرزا مشاركته المميزة في الأنشطة الثقافية التي كانت تقام بإعدادية “الغزالي” حيث درسا معًا، فضلاً عن انخراطه في العمل الجمعويخلال سن مبكرة، ولاسيما ضمن فرع تمارة للجمعية المغربية لتربية الشبيبة.
وبدوره، أدلى الدكتور محمد ازهاري (رئيس فرع المغرب للتحالف الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات) بشهادة في حق المحتفى به الذي جمعته به صداقة قوية منذ الطفولة إلى اليوم، قائلا إن الطاهر الطويل هو ذلك الفتى الذي عشق الإبداع ونحت اسمه في ميادين الأدب والإعلام والفن المسرحي رغم صعوبة الظروف، وذكر أن الثانوية التي درسا فيها كانت فضاء لمجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية للتلاميذ المبدعين.
وخصص الناقد والباحث الدكتور موسى فقير كلمته لإبراز جهود الطويل في مجال البحث والنقد المسرحي، سواء من خلال مقالاته العديدة، أو من خلال كتبه وآخرها كتاب “المسرح الفردي في الوطن العربي: مسرح عبد الحق الزروالي نموذجا” الصادر عن الهيئة العربية للمسرح في الشارقة، ووصف المحتفى به بـ”سفير الثقافة النقدية المسرحية”.
وأثنى الباحث والفنان الأمازيغي باسو أوجبور على مهنية المحتفى به، مستدلا على ذلك بالبرنامج الوثائقي التلفزيوني “إملشيل: واقع الناس أم سحر الأسطورة” الذي سبق له أن أنجزه بمعية الإعلامي هشام لعبودي، وبُثّ على شاشة القناة الثانية منذ عشر سنوات، وهو برنامج تطرق إلى الواقع المعيش لساكنة إملشيل وضواحيها من المناطق الجبلية، بكامل الموضوعية والنزاهة والمصداقية.
واعتبر المدون والموثق الإعلامي عبد الكبير نفوري الطاهر الطويل أحد أبناء تمارة المخلصين الذين لمع اسمهم في سماء الثقافة والإبداع عن جدارة واستحقاق، حيث اشتغلوا في ظروف صعبة جدا، ولكنهم أصروا على نحت مسارهم بكل صبر ومثابرة.
وشهد اللقاء مفاجأة غير متوقعة، تمثلت في قدوم الفنان أحمد همراس (المتخصص في الموشحات العربية) من مدينة الدار البيضاء، حيث حرص على حضور حفل الاحتفاء بصديقه القديم الطاهر الطويل، فقدّم شهادة في حقه، مبرزًا تعدد مواهبه الإبداعية، ومثنيا على الجهود الثقافية والجمعوية التي بذلها منذ سنوات عديدة في مدينة تمارة، بنوع من التضحية والإخلاص ونكران الذات. وأدى همراس معزوفات موسيقية على آلة القانون، كما أطرب الحاضرين بغناء إحدى أشهر المقطوعات الغنائية، قبل أن يهدي المحتفى به لوحة تشكيلية بديعة.
واختتم اللقاء بتوقيع كتاب “المسرح الفردي في الوطن العربي: مسرح عبد الحق الزروالي نموذجا” الصادر عن الهيئة العربية للمسرح في الشارقة.
طنجة الأدبية