احتضن المركز الثقافي بالقصر الكبيرحفل توقيع كتاب ” نماذج وصور من اللسان القصري الدارج ” للكاتب والباحث عبد المالك العسري من طرف المركز الثقافي والجامعة للجميع للتعلم مدى الحياة ،وذلك يوم 20ابريل 2019 وهو الكتاب الذي يعتبر اول تجربة تناولت اللسان القصري الدارج الذي تضمن فرشا نظريا ومعجما حاول من خلاله تأصيل العامية القصرية وحضره اصدقاء المحتفى به والعديد من المهتمين الذين غصت بهم قاعة المركز الثقافي ، أدار الحفل باقتدار الأستاذ والفاعل الجمعوي أكرم الغرباوي الذي رحب بالحضور .وفي مستهل حديثه قبل ان يمرر كلمتين ترحيبيتين لكل من السيدة بشرى الاشهب مديرة المركز الثقافي بالقصر الكبير التي وضعت الحاضرين في الاطار الذي ياتي فيه هذا النشاط الثقافي واهمية الكتاب الصادر وصاحبه تلها كلمة الجامعة للجميع للتعلم مدى الحياة القاها الاستاذ زكرياء الساحلي التي بدورها ركزت على أهمية صدور هذا الكتاب كإضافة نوعية للدراسات التاريخية والاجتماعية حول مدينة القصر الكبير مستعرضا الاصدارات الجديدة لابناء المدينة لهذه السنة ليتيح المجال للمتدخلين في الندوة المشاركين وهم الاستاذ عبد الحميد الزفري والدكتور سعيد الحاجي والاستاذ غريب الغرباوي ، مداخلة الاستاذ عبد الحميد الزفري اعتبرت المبحث الذي ذهب اليه الاستاذ عبد المالك العسري أول عمل تدشيني في هذا المجال مشيدا بآليات الاشتغال متوقفا عند عنوان الكتاب وكلمة اللسان وهو المصطلح الذي اطلق على اللغة مستشهدا بالعديد من المراجع معتبرا ان اللسان القصري اكثر انفتاحا على اللغات التي تواجدت بالمغرب وظل يولد باستمرار كلمات عبر تاريخه مستعرضا قراءته في المعجم الذي ورد في الكتاب ،متمنيا ان يكون هذا العمل انطلاقة لشرارة علمية ليحظى اللسان القصري الدارج بما حظي به الفصيح العربي وفي مداخلة الدكتورسعيد الحاجي نبه الى قلة الدراسات التي تناولت القصر الكبير بالمقارنة مع الحواضر الاخرى دون ان يبخس الجهود المبدولة من طرف العديد من الباحثين منتقلا الى اعتبار كتاب نماذج وصور من اللسان القصري الدارج عمل جديد يدخل في اطار التأريخ لهذا اللسان ، مستدلا بالوثائق الشخصية والارشيفات المحلية والظهائر السلطانية التي تضمنت مفردات من الدارجة وان من شان هذا الكتاب المساعدة في فهم المعطيات الخاصة بوسائل التعبير اتجاه بعض القضايا المحلية واستيعاب التحولات بشكل دقيق .
مداخلة الاستاذ غريب الغرباوي ربطت المنجز باللسانيات الحديثة وإن كانت فروعا شتّى، ومدارس عدّة بعلميتها، لها من القوّة أنّ تعبّر عن العديد من المفاهيم والحقائق التي هي أقرب إلى الثّبات منها إلى التحوّل، لدراسة بنية اللّسان ووظيفته التّواصلية، والنّظر إليه باعتباره ظاهرة شفوية أو مكتوبة.
كلمة المحتفى به جاء فيها “” تملكني بعض الخوف أن البس هذا الكتاب مالا يطيق من مفاهيم وأدوات التحليل ونظريات علمية أكاديمية اكبر منه بدون قصد أجد نفسي من خلال هذا الكتاب أتحدث عن جزء من هوية مدينة القصر الكبيرمن خلال لسانها لا شك أن هوية المدن لا تخلق من فراغ فهي مرآة تعكس صورة الإنسان وماضيه واللسان القصري جزء من هذه الصورة ، هو الذي استطاع أن يصمد لما تضمنه من كنوز بل وحتى إمكانية اغناء معجمنا الفصيح بإرجاع الكلمات إلى أصولها العربية الفصيحة .
ومحاولة مني لتأصيل هذا اللسان الذي ينهل من اللغة العربية الفصيحة هو تركيب مزجي كما هي تركيبة الإنسان القصري التي تتكون من العنصر الجبلي لموقع المدينة بالقرب من قبائل جبالة والمكون العروبي كون المدينة تقع في قلب قبيلة الخلط إحدى اكبر قبائل بنوهلال وبنو سليم ناهيك عن المكون الأندلسي والامازيغي واليهودي ،هذا المزج أعطى لكنة قصرية تميزت بنوع من الإمالة والحدة وهذا التعايش بين هاته العناصر المكونة للنسيج السكاني القصري أنتج لسانا مرنا عرف تحولات عبرتاريخه واقترض من لغات أخرى أهمها الاسبانية التي تناقص تداولها لصالح الفرنسية بعد الاستقلال ، فالمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية ساهمت في اغناء وتحول هذا اللسان كماقدمت شهادات في حق المحتفى به من تقديم كل من الاستاذة وفاء الكنوني الدكتور عبد السلام دخان والأستاذ محمد العربي هروشي بالنيابة قدمها الاستاذ مصطفى بوخزار والأستاذ رشيد الجلولي، وتخلل الحفل وصلات موسيقية واختتم بتقديم هدايا للمحتفى به وشواهد تقديرية عربون شكر ومحبة للمشاركين في هذا الحفل الأدبي.
أمينة بنونة