الرئيسيةأخبارذكرى وفاة فريد الأطرش.. موسيقار صنع مجدًا لا يزول

ذكرى وفاة فريد الأطرش.. موسيقار صنع مجدًا لا يزول

فريد الأطرش

تمر اليوم ذكرى رحيل أحد أعمدة الموسيقى العربية، الفنان والموسيقار الكبير فريد الأطرش، الذي غادر الحياة في السادس والعشرين من دجنبر بعد أن ترك بصمة فنية استثنائية لا يمكن تجاوزها في تاريخ الغناء والموسيقى بالوطن العربي. وعلى مدار سنوات طويلة من العطاء، استطاع الأطرش أن يصنع لنفسه مكانة فريدة جعلته رمزًا للإبداع الفني وأحد أكثر الفنانين تأثيرًا في وجدان الجمهور العربي.

وُلد فريد الأطرش في كنف عائلة الأطرش، إحدى العائلات ذات الجذور التاريخية في جبل الدروز جنوب سوريا، والتي عُرفت بدورها الوطني في مقاومة الاحتلال الفرنسي. وانتقل في مرحلة مبكرة من حياته إلى القاهرة برفقة والدته الأميرة عالية بنت المنذر وأشقائه، حيث بدأت ملامح موهبته تتشكل، لينطلق بعدها في رحلة فنية حافلة أهلته للحصول على لقب «ملك العود»، بفضل أسلوبه المتفرد وإحساسه الموسيقي العالي.

خلال مشواره، قدم فريد الأطرش 31 فيلمًا سينمائيًا جمع فيها بين الغناء والتمثيل، وتعاون مع كبار شعراء عصره، كما وضع ألحانًا خالدة لعدد كبير من نجوم الطرب في مصر والعالم العربي. وكانت بدايته الغنائية بتسجيل أغنية «يا ريتني طير لأطير حواليك»، قبل أن ينضم إلى فرقة بديعة مصابني، ثم يخطو أولى خطواته السينمائية من خلال فيلم «انتصار الشباب» عام 1940، الذي شكّل نقطة تحول مهمة في مسيرته الفنية.

إلى جانب عبقريته الموسيقية، عُرف فريد الأطرش بسمو أخلاقه ونبله الإنساني، حيث اشتهر بالكرم وحسن المعاملة، وكان منزله ملتقى دائمًا للفنانين والضيوف من مختلف الطبقات، دون تمييز بين غني أو فقير. ورغم ما واجهه من صعوبات صحية وإنسانية في مراحل مختلفة من حياته، ظل محافظًا على صورته كفنان راقٍ وإنسان كريم، ليترك بعد رحيله إرثًا فنيًا وإنسانيًا لا يزال حاضرًا بقوة في الذاكرة الثقافية العربية.

طنجة الأدبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *