تعيش الدار البيضاء على إيقاع الدورة 31 من المهرجان الدولي لفن الفيديو، الذي يُنظم من 10 إلى 15 نونبر الجاري، ويقدّم برنامجاً فنياً متنوعاً يحتفي بالإبداع الرقمي في أبهى صوره، من خلال تنصيبات غامرة وأعمال في الفن التوليدي وعروض تجمع بين التكنولوجيا والرقص والفنون السمعية البصرية.
المهرجان، الذي تنظمه كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بشراكة مع المعهد الفرنسي بالمغرب وسفارة فرنسا بالمملكة تحت شعار “هويات غير متجسدة”، يشكل فضاءً فريداً يجمع بين الفنانين والباحثين والطلبة ضمن تظاهرة تزاوج بين الفن والعلم والذكاء الاصطناعي.
وخلال ندوة صحفية بالدار البيضاء، أكدت ليلى مزيان، عميدة الكلية، أن هذا المهرجان رسّخ مكانته كحدث سنوي يجمع بين الإبداع والتفكير، قائلة إن “المهرجان مغامرة فكرية وفنية تتطور مع تطور العصر، وتعبّئ الطاقات الأكاديمية والثقافية”. وأشارت إلى أن الندوة الدولية الموازية للحدث، التي تحمل عنوان “هويات غير متجسدة: الجسد، الواقع الافتراضي وإعادة بناء الذات”، ستعرف مشاركة حوالي خمسين باحثاً من إفريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
من جهته، أوضح مجيد سداتي، مدير المهرجان، أن نسخة هذه السنة تسلط الضوء على الإبداع الفرنسي عبر برنامج “التركيز على فرنسا”، الذي يجمع فنانين وباحثين يقدمون أعمالاً تفاعلية تناقش العلاقة بين التكنولوجيا والفن والإنسان، مضيفاً أن الدورة تتضمن ورشات متخصصة في الذكاء الاصطناعي والفن والروبوتيك.
وسيتم افتتاح المهرجان بعرض للفنان الرقمي “مولا” (Moulla)، المعروف بدمجه المبتكر بين السحر والفنون الرقمية والذكاء الاصطناعي، إلى جانب عروض راقصة وتنصيبات تفاعلية تسحر الجمهور.
أما أود مولان شوزفيل، مديرة المعهد الفرنسي بالدار البيضاء، فأكدت أن هذا الحدث يجسد عمق التعاون الثقافي بين فرنسا والمغرب، ويعزز جسور الإبداع في مجال الفنون الرقمية المعاصرة.
يُذكر أن المهرجان الدولي لفن الفيديو تأسس سنة 1993 كمنصة للإبداع المعاصر، وأصبح اليوم أحد أهم الفضاءات التي تحتضن التجارب الرقمية الجديدة وتدعم المواهب الشابة في المغرب.
طنجة الأدبية
