في أمسية احتفائية عامرة بالإبداع، أعلنت المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” في الدوحة عن الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها الحادية عشرة لعام 2025، خلال حفل كبير أقيم في دار الأوبرا، بحضور نخبة من الأدباء والنقاد والإعلاميين والدبلوماسيين، وجمهور واسع من محبي الأدب.
الجائزة التي باتت تُعد من أبرز المنصات العربية في مجال السرد الروائي، كرّمت هذا العام نخبة من الكتّاب من مختلف الدول العربية، إذ فاز في فئة الروايات المنشورة كلّ من حميد الرقيمي من اليمن عن روايته «عمى الذاكرة»، ورولا خالد غانم من فلسطين عن روايتها «تنهيدة حرية»، ومحمد جبعيتي من فلسطين عن روايته «الطاهي الذي التهم قلبه». ونال كل فائز جائزة مالية بقيمة 30 ألف دولار، إلى جانب ترجمة أعمالهم إلى اللغة الإنجليزية.
وفي فئة الروايات غير المنشورة، ذهبت الجوائز إلى أحمد صابر حسين من مصر عن «يافي»، وسعد محمد من العراق عن «ظل الدائرة»، ومريم قوش من فلسطين عن «حلم على هدب الجليل»، حيث ستحصل هذه الأعمال أيضًا على الطباعة والترجمة. أما في فئة الدراسات النقدية، فكرّمت اللجنة كلًا من الدكتور سامي القضاة من الأردن، والدكتور عبدالرزاق المصباحي من المغرب، والدكتور محمد خضر من مصر، بقيمة مالية مماثلة مع نشر الدراسات الفائزة.
وشهدت فئة رواية الفتيان تتويج ربيع مرشد من سوريا عن روايته «جيمة وجوما في عواصمنا المعلومة»، وسميرة بن عيسى من الجزائر عن «سيفار»، ونعيمة فنّو من المغرب عن «أجنحة من خشب»، حيث تبلغ قيمة الجائزة 15 ألف دولار لكل فائز. كما فاز في فئة الرواية التاريخية غير المنشورة عمر الجملي من تونس عن «ديان بيان فو: تاريخ من أهملهم التاريخ»، بينما نالت الروائية القطرية الدكتورة هدى النعيمي جائزة الرواية القطرية المنشورة عن «زعفرانة».
وفي كلمته خلال الحفل، أعرب المدير العام لـ«كتارا» الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي عن اعتزازه بما حققته الجائزة خلال 11 عامًا من ترسيخ مكانتها في المشهد الثقافي العربي، مشيرًا إلى أنها أسهمت في إيصال الصوت السردي العربي إلى العالمية. وأعلن السليطي عن مشاريع جديدة مع دخول الجائزة عقدها الثاني، منها مبادرة «ضيف الشرف» التي اختارت الرواية السعودية هذا العام، ومشروع «الرواية تجمعنا» الهادف إلى إقامة توأمة بين روائي قطري وآخر عربي. كما أعلن عن إطلاق مسابقة لتحويل الروايات إلى أفلام بالذكاء الاصطناعي، وجائزة كتارا الدولية للرواية بثلاث لغات (الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية) لتوسيع الحضور الثقافي عالميًا.
منصة التتويج شهدت لحظات إنسانية مؤثرة، إذ عبّر الفائزون عن امتنانهم لهذا التكريم الذي يفتح أمامهم آفاقًا جديدة. قالت الدكتورة هدى النعيمي إن الجائزة تشريف للرواية القطرية، فيما أكد اليمني حميد الرقيمي أن هذا التتويج يمثل انتصارًا للأدب اليمني. أما الناقد المغربي عبدالرزاق المصباحي فاعتبر فوزه “اعترافًا بقيمة البحث العلمي السردي في العالم العربي”، بينما تحدثت الروائية الفلسطينية رولا غانم بصدق عن صعوبة مشاركتها في ظل الحصار، مشيدة بتفهم إدارة الجائزة ودعمها للصوت الفلسطيني.
واختُتمت الفعاليات بندوة حول «الرواية في القرن الإفريقي» وورشة عمل عن «تقنيات كتابة الرواية التاريخية»، ليُسدل الستار على دورة متميزة رسخت مجددًا دور “كتارا” بوصفها منصة رائدة للاحتفاء بالإبداع العربي وإشعاعه نحو العالمية.
طنجة الأدبية
