اختتمت فعاليات الدورة الثانية لأيام وزان السينمائية، التي عُقدت تحت شعار “السينما والتاريخ”، بتتويج مجموعة من الأفلام والوجوه السينمائية البارزة. الدورة، التي امتدت من 10 إلى 14 شتنبر، نجحت في الجمع بين عروض سينمائية ذات قيمة فنية عالية، وتكريم رموز السينما المغربية والمجتمع المدني المحلي.
تتويج الأفلام والنجوم
شهدت الدورة الثانية منافسة محتدمة بين الأعمال المغربية، وأسفرت لجنة التحكيم، التي ترأسها الناقد عبد الكريم واكريم وشارك فيها كل من المخرجة فاطمة الجبيع والممثلتين خلود البطيوي وسليمة بن مومن، بالإضافة إلى الناقد أحمد سيجلماسي، عن النتائج التالية:

-
الجائزة الكبرى: فيلم “مورا يوشكاد” للمخرج خالد الزايري، الذي نال إعجاب اللجنة لأصالته الفنية وقوة رسالته الإنسانية.
-
جائزة الإخراج: حصل عليها ربيع الجوهري عن فيلم “سيكا”.
-
جائزة السيناريو: فاز بها عبد الحي العراقي عن فيلم “55”.
-
أفضل دور نسائي: مناصفة بين مريم الزعيمي عن دورها في “فاطمة السلطانة التي لا تُنسى” لمحمد عبد الرحمان التازي، وأميمة بريد عن دورها في فيلم “55”.
-
أفضل دور رجالي: حصل عليه الممثل حميد الزوغي عن دوره في فيلم “الطابع” لرشيد الوالي.
-
تنويه خاص: للممثل بوجمعة الجبيعي عن دوره في فيلم “قصة وفاء” لعلي الطاهري.*
انطلاق الدورة: السينما حاضرة في المدينة
افتُتحت الدورة بتكريم شخصيات سينمائية بارزة، مثل محمد مفتاح ورشيد الوالي وسناء العلوي، إضافة إلى تكريم وجوه محلية من المجتمع المدني، أبرزهم المصور الراحل حمد احمامو والفاعلة الجمعوية فوزية الحمدي، في لمسة تبرز العلاقة بين الفن والمجتمع.
تميزت هذه الدورة بتنظيم العروض في فضاءات مفتوحة كـساحة الاستقلال، وساحة الزاوية، ودروج الخراطين، مما جعل السينما متاحة لجميع أفراد الجمهور وأضفى جواً احتفالياً مميزاً على المدينة.
برنامج متكامل للثقافة السينمائية
اشتمل برنامج المهرجان على عرض تسعة أفلام طويلة، ستة منها ضمن المنافسة الرسمية، بالإضافة إلى عروض خارج المسابقة. كما نظم المهرجان ماستر كلاس عن الانتقال من “سينما المؤلف” إلى “سينما الترفيه”، وورشة حول كتابة تاريخ السينما، وندوة فكرية مرتبطة بشعار الدورة.
وشهدت الدورة توقيع إصدارات جديدة تعكس تنوع المشهد السينمائي المغربي، من بينها:
-
“تجارب سينمائية نسائية جديدة، قراءات في أفلام مغربية”
-
“الفيلموغرافيا السينمائية المغربية”
-
“إثنوغرافيا الدرازة الوزانية”
لحظات فنية وجماهيرية
أبرزت فعاليات الدورة الثانية العلاقة بين السينما والهوية المحلية من خلال شريط فني عن أبرز المعالم الطبيعية والتاريخية لوزان، وعرض فيلم يوثق الدورة الأولى، إلى جانب فيلم “جارات أبي موسى” للمخرج محمد عبد الرحمان التازي.
الممثل رشيد الوالي أعرب عن سعادته بالمشاركة، مؤكدًا أن الإقبال الكبير من الجمهور يعكس تعطش سكان وزان للفن السابع، فيما وصفت الفنانة سناء العلوي تكريمها بأنه لحظة فخر واعتزاز شخصي وفني.
مهرجان يكرس حضوره
تعكس النتائج النهائية قدرة المهرجان على اختيار الأعمال ذات الجودة الفنية العالية، والتي تتناول قضايا اجتماعية وإنسانية هامة. كما يؤكد اهتمام إدارة المهرجان بتعزيز الثقافة السينمائية في المدن الصغيرة وربطها بالهوية التاريخية للمدينة.
آفاق مستقبلية
يبقى تحدي المستقبل توسيع نطاق المشاركة الدولية، وجعل وزان مركزاً سينمائياً دائماً من خلال إنشاء قاعات عرض مجهزة، ليصبح المهرجان وجهة ثقافية وسينمائية مهمة شمال المغرب، تعكس قدرة المدن الصغيرة على الابتكار والإبداع في الفن السابع.
طنجة الأدبية



