الرئيسيةإبداعقصيدة: نعمة لم تحص

قصيدة: نعمة لم تحص

شاعر يكتب قصيدة دينية بين أشعة الشمس الذهبية
من لي إذا ضاق الفؤادُ تعللا
وأقل حيرته الأسى مستثقلا
يكسوه خوف من بعادك لحظةً
وهناه فضلا منك يُقْرِئُك العُلا
وجميعه يتلو هواك معذباً
ما طاب إلا في حماك مرتلا
ويطيب أكثر إذ يراك محمدا
والمصطفى طه الأجل الأكملا
 يترقب الاتقان في أحواله
وعلى إجادته المجيدَ توسلا
وأقام نحو سبيل ربك قصده
 في العالمين محبةً متدللا
مستغفراً وموحداً ومسبحاً
ومحمداً ومكبراً ومهللا
مستعصماً بالله نعم نصيره
وعليه قصد سبيله متوكلا
سبحانه المولى الحميد؛ لعبده
ووليه لا لن يذل ويخذلا
سبحان كافي عبده ما همه
ومعينه وله تعالى جللا
قد تصبح الأشجان ميقاتاً وقد
تبدو الحياة إعادةً أو مستقبلا
ليصير عنك بغير إصرٍ حينها
ميثاقنا من فضل ربي أسهلا
ونظم فيك بقوة أحلامنا
ويلوح منك المستحيل مذللا
وإذا هي الأيام طوع مرامنا
صارت وما فيها بفضلك أجملا
ببساطة جدا نعيش لموعدٍ
لا شك رغم الآفلين مكللا
متفائلين بأن ما يّخفِي لنا
غدُنا يجيء بإذن ربي أفضلا
والسر أنك يا رؤوف بشارة
 للعالمين وفضل من لك أرسلا
صلى عليك الله عد مداده
وكماله وجميع تسبيح الملأ
وعليك صلت بالسمات مشاعري
 ومسلماً لك باتباعك موئلا
وأنا الذي لولاك عاش حياته
في ظلمة الشرك البهيم مضللا
وأنا الأخير وفي اتباعك سيدي
من فضل ربي صرت نحوك أولا
مستغفراً للسابقين ومن معي
متسامحاً والغل من صدري خلا
في العالمين بعثت رحمة ربنا
يا نور من أنوار ربك أرسلا
نورا بلا ظلٍّ فكيف إذن بدا
عند الهجير لك الغمام مظللا
وأنرت آفاق الوجود مخلدا
والكون من ظلمات حلكته جلا
والأرض يوم ولدت للنور اخرجت
من ظلماتها ما بالبرية أثقلا
بل زلزلت زلزالها وإذا به
لا غير عرش الشرك هُدَّ وزُلزلا
زلزلت دنيا الظلم.. ثم مثبتّ
فيها العدالةَ لا ولن تتبدلا
وأقمت أعظم منهجٍ عن قائمٍ
بالقسط أقوم ما يكون وأعدلا
وبك استبنا للنجاة سبيلنا
نهجا أبان محرما ومحللا
وكسى محيا العالمين مهابة
وعلى الجهات مضوا رواةً رحلا
من لا إله سواه جل جلاله
من بابتعاثك بالعباد تفضلا
سبحانه أحدا تعالى مطلقا
ما من مثيل ولا أتى من مثلا
هذا سبيلك واضحٌ متبيِّنٌ
للعالمين مضى اكتتاباً منزلا
تدعو إلى الله العزيز موحدا
وعلى بصيرتك اتبعتُك أمثلا
حتى وإن أوذيتُ حسبي راحة
وصلاحَ بالٍ فيك أن أتجملا
وعليك كل الخلق يا خير البرى
 يوم القيامة بالشفاعة عولا
من ذاق وصلك مرة أنى له
عن أفق حبك يستطيع تحولا
وأطيب فيك مخففا عن كاهلي
 إلا إله الكون جلَّ مؤثلا
من ثم أنت وأنت أرأف ساكنٍ
يأتي على حمل الرسالة أحملا
يا نعمةً لم تحص جئتك أرتجي
أرنو لتمكين العظيم مُؤملا
فانظر لحالي سيدي مستضعفا
وعليَّ جودا بالعطاء وأجزِلا
وادعوه يرحم حالتي وأبي وأمْ
مِي بل وجميع أهلي مجملا
ناداك حبا واستقلك غاية
ورواك أهلا للمحب مُبجِّلا
وهطلت غيثا نافعاً هتانه
 أحيا جديب النفس خلقا أنبلا
ولأنهر الإنسان تصدح دعوة
تروي مكوثك للهداية منهلا
 فالجدول استجلى السحاب لدوره
والنهر بعد الغيث يرجو الجدولا
صلى عليك الله ما مزن على
الكون الوسيع بكل خير أنزلا
والغيم وهو عليك صلى فرحةً
ما زال في أرجائه متنقلا
وبعد ما يتلى اسم ربك دائما

وبعد أهل الذكر أو من أغفلا

زياد السالمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *