احتضنت العاصمة الإسبانية مدريد عرض الفيلم المغربي الطويل “الطابع” للمخرج رشيد الوالي، في أمسية سينمائية نظمت مساء الثلاثاء ضمن احتفالات عيد العرش المجيد، وحضرها عدد من أفراد الجالية المغربية بإسبانيا، إلى جانب فنانين وإعلاميين ومهتمين بالشأن الثقافي.
هذا العمل السينمائي الذي يستغرق 95 دقيقة، ويجمع بين الدراما واللمسة الكوميدية، استطاع أن يلامس وجدان الحاضرين بما يطرحه من مواضيع إنسانية عميقة وأداء فني راقٍ. وشارك في بطولته مجموعة من الممثلين المعروفين، من أبرزهم حميد الزوغي ومارك صامويل وغابرييل لازور وبودير وجيريمي بانستر.

يروي “الطابع” قصة “العربي”، عامل منجمي مغربي سابق عاش لأزيد من أربعين سنة في شمال فرنسا، قبل أن يواجه مرضًا عضالًا يدفعه إلى التمسك بحلمه الأخير: العودة إلى بلده ليدفن إلى جانب زوجته الراحلة. ومن خلال هذا المسار الحياتي، يفتح الفيلم باب التأمل في معاني الحياة والموت، والانتماء، وواجب الذاكرة.
المخرج رشيد الوالي أعرب، في ختام العرض، عن اعتزازه الكبير بتقديم فيلمه أمام مغاربة المهجر، مشيرًا إلى أن “الطابع” لا يروي فقط قصة فردية، بل يستحضر الذاكرة الجماعية لجيل من العمال المغاربة الذين ساهموا في بناء اقتصاديات أوروبا ما بعد الحرب العالمية الثانية، خصوصًا في مناجم الفحم بفرنسا خلال خمسينيات وسبعينيات القرن الماضي.
وأكد الوالي أن الفيلم يهدف إلى خلق جسور بين الأجيال، وتحفيز الشباب المغربي في الخارج على اكتشاف ماضي ذويهم وفهم التضحيات التي بُنيت عليها الهوية الجماعية. كما نوه الجمهور الغفير الذي تابع العرض بالمستوى الفني للفيلم، وأشاد كثيرون بالرسالة النبيلة التي يحملها، وبتلك التوليفة المتقنة بين الأحاسيس الصادقة واللغة السينمائية الرفيعة.
ويُعد “الطابع” ثالث فيلم طويل في رصيد رشيد الوالي كمخرج، ويكرّس انخراطه في سينما ذات بعد إنساني واجتماعي، تستقي موضوعاتها من الواقع المغربي، ومن تجارب العيش في المهجر، في ظل البحث المستمر عن الذات والجذور.
طنجة الأدبية

