الرئيسيةأخبارأنس الملحوني يرصد رحلة نغم احميدة الباهري فارس من ذاكرة الأغنية الغيوانية وسيرة حياتي مفصلة لمسار فنان موهوب

أنس الملحوني يرصد رحلة نغم احميدة الباهري فارس من ذاكرة الأغنية الغيوانية وسيرة حياتي مفصلة لمسار فنان موهوب

صدر للفنان والإعلامي أنس الملحوني كتاب جديد ضمن سلسلة نبش في الذاكرة، سلسلة 1، “أحميدة الباهري.. رحلة نغم: سيرة فارس من ذاكرة الأغنية الغيوانية (1972-2016)”، عن المطبعة الوراقة الوطنية وبدعم من جمعية الأطلس الكبير. ويقع الكتاب من الحجم الكبير في 288 صفحة وهو مزين بوثائق ومخطوطات وصور، ويأتي ضمن سياق النبش في الذاكرة الغنائية والفنية المغربية، كما يندرج ضمن سياق الاهتمام الإعلامي للفنان والصحفي أنس الملحوني. ولع كتابة “سير فناني الظاهرة الغيوانية تتيح فهما عميقا لتاريخ وتطور المجموعات الغنائية المغربية في سياقاتها السياسية والاجتماعية والثقافية، وتسمح بتتبع جذور حركة الاتجاه الغيواني من حيث الشعر والموسيقى والأداء، كما تستكشف مختلف التأثيرات والتفاعلات مع الأنماط الموسيقية الأخرى.

وتغطي هذه السيرة التوثيقية سنوات (1972-2016)، وهي الفترة التي شهدت ألقا خاصا في مسيرة الفنان أحمد الباهري، والذي لا زال الى اليوم يمثل مشعل العطاء للأجيال الجديدة من محبي الظاهرة الغيوانية. كما تستمد مرجعيات الكتاب قوتها، أنه يأتي في سياق انتقال الباحث والإعلامي أنس الملحوني الى “تفريغ” العديد من البرامج (نادي الفنون، لمة الأحباب…) التي مكنته من استضافة وجوه ثقافية وفنية مغربية، وهو ما أعطى زخما لافتا لمادة توثيقية مرجعية متوفرة. ويبقى برنامج “نبش في الذاكرة”، وهو برنامج إذاعي رمضاني يومي، قدمه الإعلامي أنس الملحوني على أثير إذاعة مراكش خلال الفترة الممتدة من عام 2007 الى عام 2023، وسعى من خلاله الى توثيق سير بعض أعلام الفكر والثقافة والإبداع. لقد كانت الغاية، أن يتقاسم مع الباحث والمهتم والجمهور وثائق نفيسة، جاءت على لسان أصحابها، ومحاولة الى إضاءة جوانب خفية من التاريخ الثقافي والفني المغربي.

عبدالجبار لوزير، عبدالله العصامي، فتح الله المغاري، محمد الدرهم، العربي الكواكبي، عبدالرفيع الجواهري، كريمة الصقلي، عتيقة عمار، ماجدة اليحياوي… وثلة من الشعراء والفنانين والباحثين وأعلام الفكر والأدب. اللقاء بالفنان أحمد الباهري، الملحن والعازف والشاعر الغنائي قدم على مدار عشر حلقات في رمضان 2019، وقام بتسليط الضوء على بعض الجوانب الأساسية من المسيرة الفنية.  ولا يمكن تناول سيرة الباهري، دون ربطها بالظهرة الغيوانية بكل تفاصيلها، فهو ينتمي، يؤكد الملحوني، الى هذا التيار ويتنفس نساماته الجديدة في الساعة الثقافية والفنية المغربية، وأسهم بكرم إبداعي فريد في مجالات النظم والتلحين والأداء.

انس الملحوني
انس الملحوني

لقد لعبت المجموعات الغنائية الغيوانية دورا مؤثرا في النسيج الاجتماعي والسياسي في المغرب، بموسيقاها الملتزمة والمعارضة، دون الانتماء الى فصيل سياسي معين، بل راهنت على إعطاء صوتها للطبقات الشعبية والمهمشة في المجتمع المغربي. وبفضل هذا الدور أسهمت المجموعات الغيوانية بشكل لافت على إبراز حرك الاحتجاج الاجتماعي والدعوة الى ترسيخ قيم المواطنة. وعلى المستوى الفني، ارتبط هذه المجموعات بفن المسرح وفن الملحون، وهو ما يعبر عن مزيج ثقافي يعكس الخصوصية المغربية في أبعادها الاجتماعية المتنوعة. لقد استطاعت، هذه الظاهرة الغيوانية، أن تكشف عن جوانب من التنوع الذي ميز البنيات الثقافية المغربية منذ قرون، وهو ما جعلها مختبرا فنيا بامتياز بعمقه وأثره العروبي، الافريقي، الأمازيغي، الصوفي،… وهو ما يطرح سؤالا حول توثيق هذا التراث الفني الثقافي.

يندرج كتاب الباحث أنس الملحوني ضمن هذا المسار التوثيقي والأرشفة، وهو عبارة عن سيرة حياتية مفصلة لمسار الفنان أحمد الباهري والذي امتلك الكثير من المهارات، ولعل جزء من الكتابة عن الباهري، توثيق لمسارات فنانين وموسيقيين وشعراء آخرين، ساهموا في تشكيل وعي أجيال مغربية وصاغوا مرحلة مهمة من تاريخ المغرب الحديث بالكثير من الفنية والإبداع والجمال. وكتابة سير فناني الظاهرة الغيوانية تتيح فهما عميقا لتاريخ وتطور المجموعات الغنائية المغربية، وتسمح بتتبع جذور حركة الاتجاه الغيواني من حيث الشعر والموسيقى، واستكشاف التأثيرات والتفاعلات مع الأنماط الموسيقية الأخرى. وكتاب الفنان والإعلامي أنس الملحوني “أحميدة الباهري.. رحلة نغم: سيرة فارس من ذاكرة الأغنية الغيوانية (1972-2016)”، يلخص مسارات أحمد الباهري ومنجزه الإبداعي في مجالات: الموسيقى والغناء، الموسيقى في مجال الدراما التلفزيونية، الموسيقى في مجال الدراما السينمائية، المساهمة في مجال الوصلات الإشهارية.

ويبدو جليا أن مسارات الفنان الباهري اشكل نموذجا حيا يمكن الباحثين من فحص العديد من الجوانب الخاصة بالحراك الثقافي والفني في المغرب، بدء من سبعينات القرن الماضي الى اليوم، كما تمكن من دراسة المنجز الشعري المتغنى به خلال هذه الفترة، ودراسة البنيات الموسيقية، والمشاريع الغنائية الغيوانية. واستطاع الباحث الملحوني أن يبوب كتابه التوثيقي تبعا لهذه المسارات، من خلال: مجموعة طيور الغربة، التجربة المريرة مع لمشاهب، مجموعة لجواد والصفدي، مجموعة ابنات الغيوان، مجموعة اوركسترا احميدة (كاسم تجاري وايذان بتحول قسري في البنية الثقافية المغربية)، اختبار المؤلم مع جيل جيلالة، تجارب ابداعية يتيمة، تلحين وصلات اشهارية، وتلحين الأعمال الموسيقية للدراما التلفزيونية والسينمائية.

 

من عبدالحق ميفراني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *