يسعى هذا الإصدار الذي تقدمه المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير للقراء والمهتمين والموسوم بـ “مقاومة قبائل آيت عطا وآيت يفلمان للاحتلال الفرنسي 1889-1936م”، إل المساهمة في التعريف بالأدوار الطلائعية لقبائل آيت عطا وآيت يفلمان في التصدي للاحتلال الفرنسي، خلال القرن العشرين، و تعميق البحث والتمحيص في الطريقة التي تعاملت بها تلك القبائل مع الغزو الفرنسي.
توزعت عناصر هذه الدراسة إلى ثلاثة أبواب كبرى، حيث خصص الباب الأول منها؛ للحديث عن طوبوغرافية وحدود مجال الاتحاديتن، وظروف ظهورهما على مسرح الأحداث بالمنطقة وعلاقتهما بمحيطهما القبلي والحياة الاقتصادية في فضائهما الجغرافي دون إغفال علاقة المخزن المركزي بكل اتحادية على حدة.
وأفرد الباب الثاني للأوضاع العامة بالجنوب الشرقي المغربي قبيل وأثناء الاحتلال الفرنسي، ودور المجاهد محمد بن العربي الدرقاوي في تأطير قبائل التخوم الجنوبية الشرقية لمقاومة الْـمَدِّ الفرنسي، إلى جانب الغوض في تفاصيل الاستراتيجيات والخطط العسكرية التي مهدت بها فرنسا لعمليات غزو واحات التخوم الجنوبية الشرقية وإخضاع تافيلالت.
أما الباب الثالث والأخير من هذه الدراسة، فقد ناقش المراحل الأخيرة لإخضاع الجنوب الشرقي المغربي، وذلك من خلال التطرق لمختلف العمليات العسكرية الفرنسية بالواحات وبالأطلس المركزي، والسفوح الجنوبية الشرقية لجبال صاغرو إبان عمليات معركة بوگافر سنة 1933م، وإخضاع مقاومي آيت مرغاد وآيت حديدو وآيت يحيى بالأطلس الكبير الشرقي في صيف 1933م، ثم مرحلة مقاومة زايد أوحماد. مع ذكر تأثيرات الحرب على مجتمع آيت عطا وآيت يفلمان على المستوى الديموغرافي والتحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها كلتا الاتحاديتين.
والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بنشرها لهذا الاصدار تكون قد برهنت على تأكيد عزمها وحرصها على أداء رسالتها الوطنية في خدمة الشأن التاريخي وثقافة الذاكرة الوطنية في صدارة أولويات برامج عملها ومشروعها الوطني التنموي النهضوي.
والكتاب معروض للبيع لدى شسيع المداخيل بالمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أو لدى نياباتها الجهوية والإقليمية ومكاتبها المحلية وفضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير أل 104 المبثوثة عبر التراب الوطني.
طنجة الأدبية