قطع الفنان اللبناني زياد الرحباني عزلة استمرت لأكثر من عامين ونصف العام واعتلى مسرح بيت الدين برفقة فرقة هي الأضخم في تاريخ المهرجانات الصيفية.
وافتتح الرحباني موسم بيت الدين بحفل حمل عنوان ”ع بيت الدين“ أمام جمهور قارب العشرة آلاف شخص ضمن مهرجانات تقام سنويا في قصر الأمير بشير الشهابي في بلدة بيت الدين الجبلية جنوب شرق بيروت.
وامتلأت مدرجات المسرح بجمهور تواق الى مشاهدة الرحباني فيما غصت الأسطح والشرفات المجاورة للمسرح بمتابعين لم يتسن لهم قطع التذاكر التي نفذت من الأسواق.
وأمام حضور تقدمه بعض الشخصيات السياسية والاجتماعية والاعلامية جلس زياد وراء البيانو ليعزف وليقدم الأغاني السياسية الساخرة رغم اصراره على ترديد عبارة ”ممنوع السياسة“.
ورافقت فرقة موسيقية متعددة الجنسيات من مصر وسوريا وأرمينيا وهولندا والأرجنتين وروسيا زياد إضافة الى أعضاء من فرقة المعهد الوطني اللبناني للموسيقى (الكونسرفتوار) بإدارة نيكولاي بابايان.
وقدم زياد موسيقى من مسرحيته (شي فاشل) بالإضافة الى المقدمات الموسيقية لمسرحيتي والدته فيروز (ميس الريم) و (صح النوم).
وعلى مدى ساعتين قدم زياد وفرقته أغنيات ومعزوفات موسيقية تنوعت بين قديم وجديد. ومن مسرحية (صح النوم) أدت السورية منال سمعان أغنية (البير المهجور) للفنانة فيروز.
ومن أعماله الجديدة غنت منال سمعان أغنية (ليك) وكذلك أغنية (صمدوا وغلبوا) والتي كان أهداها زياد إلى أهل الجنوب اللبناني وغزة.
وبين أغنية وأخرى كان زياد وبعض أعضاء الفرقة وبينهم ممثلون مثل طارق تميم يقدمون إسكتشات بينما تتعالى الضحكات على مدرجات المسرح.
وخلال الحفل أعرب زياد عن تشجيعه لمنتخب البرازيل لكرة القدم وكشف عن قميص البرازيل الأصفر يرتديه تحت ثيابه.
وعلى طريقة الفنان المصري الراحل الشيخ إمام جلس المصري حازم شاهين حاملا عوده ومغنيا ”هاتلي يا بكرا صفحة جديدة حطلي مصر في جملة مفيدة“.
محتوى دعائي
كما تناوبت الفرقة على تقديم مجموعة من أغاني فيروز ومنها (كل ما الحكي) و (تلفن عياش) و (كان غير شكل الزيتون) و (بيي راح مع العسكر) و (بكتب اسمك يا حبيبي) و (اشتقتلك).
كما تم تقديم إحدى أشهر أغاني زياد خلال الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 (شو هالايام يللي وصلنالها , قال انو الغني عم يعطي فقير) بالإضافة إلى (في عدالة) و(شو ما بدك).
وتولى هاني سبليني تنسيق عمل الفرقة الموسيقية والإشراف على التدريبات فيما كان المسرح تحت إشراف المخرجة المسرحية لينا خوري.
وشارك نحو 26 فنانا وفنانة في التمثيل والغناء المنفرد والكورس وبينهم لينا خوري وريما قديسي وغازاروس الطونيان.
وقبيل بدء الحفل قالت نورا جنبلاط مديرة المهرجان لرويترز ”الحدث هذه السنة هو عودة زياد الرحباني الى الساحة الفنية وكان من الضروري أن نفتتح بزياد الرحباني بهذا العرض الضخم الذي يقدمه. معنا أكثر من مئة فنان وموسيقي وتقني حيث يقدم نسيجا من 40 سنة من الربورتوار الرحباني الخاص به وهناك أصوات شابة رحبانية الهوى“.
أضافت ”هنا موقع زياد الطبيعي. سبق واستقبلنا زياد الرحباني مع السيدة فيروز في أوائل الألفين وهذا موقعه الطبيعي“.
وقال الصحفي اللبناني ومقدم البرامج جورج صليبي لرويترز ”بعد هذه الغيبة كنا ننتظره بشوق. لا أحد يعمل موسيقى مثله , لا احد يعمل توزيع مثله , لا احد يعطي هذا الجو الموسيقي مثله. اللقاء معه بعد هذا الغياب لقاء مميز وعلى امل اللقاء مع السيد فيروز قريبا لأننا اشتقنالها كثير واشتقنالها تكون معه بكونسرت أيضا“.
وكان زياد قد أعلن أواخر شهر يونيو حزيران الماضي عن عودة العلاقات إلى طبيعتها مع والدته فيروز بعد قطيعة دامت سنوات، كما أعلن عن حفل لفيروز العام القادم بعد سوء تفاهم وقع بينهما على خلفية إعلانه عن موقفها السياسي.
ومن المقرر أن يحيي زياد حفلا ثانيا ليل الجمعة في بيت الدين. ويستمر المهرجان حتى 11 أغسطس آب ويتضمن برنامجه أيضا حفلا لسيدة فرنسا الأولى سابقا كارلا بروني.
وككل عام يحافظ المهرجان على مشاركة المطرب العراقي كاظم الساهر الذي يحيي حفلين في 27 و28 يوليو تموز.
وبجانب الحفلات الغنائية يعرض المهرجان يومي 19 و20 يوليو تموز عرض الفلامنكو (عرس الدم) لمسرح أنطونيو جاديس من إسبانيا.
طنجة الأدبية-رويترز