أصدرت دار جبرا للنشر والتوزيع الأردنية، كتابا جديدا للباحث سعيد بوخليط ، انتظمت مقالاته خلف يافطة عنوان : هواجس عالمنا الموبوء؛ سياقات وآفاق جائحة كورونا.
حاول المؤلِّفُ،على امتداد فقرات مائتي صفحة توثيق وجهة نظره الشخصية وهواجسه الذاتية، إبَّان الفترة التي عاشها العالم قاطبة؛واختبرتها الإنسانية جمعاء بكيفية تراجيدية حتما، نتيجة صدمة فيروس كورونا؛ ثم النتائج المترتِّبة قطعا عن تداعيات تلك اللحظة المغايرة لجلِّ ماسبق، بالتالي، تبلور تجليات سوسيو- تربوية مفصلية ضمن مسارات المجتمع المعاصر؛ قياسا لرتابة مختلف روافده السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، المعرفية القيمية،مثلما تشكَّلت أنساقها الإيديولوجية الكبرى، تبعا لنتائج الحرب العالمية الثانية، فالحرب الباردة، وانهيار المعسكر الشرقي، ثم هزَّات حربي الخليج الأولى والثانية،وصولا إلى توطُّد عولمة القطب الواحد، وكذا اندثار الإنسان بين ثنايا المنظومة الرقمية.
أربع وثلاثون مقالة، قاربت موضوعات شتى؛ من قبيل:
من يحكم اليوم العالم؟ إيحاءات الحرب في زمن الوباء .المستذئبون : حينما يمضي الإنسان وجهة التدمير.مجتمع الفرجة والاستعراض : الزيف العظيم. لم يعد للبشرية من ملاذ للحياة غير قبو ذاكرتها ! أيُّهما أولى : حياة مجتمع المواطنة أو موت “الوباء”؟ نحن والغرب: راهن كورونا، نفس مذاق الحنظل .سنة 2020 : سقوط القناع، عن الأقنعة.سياق الوباء وذكرى “ربيع” شتاء سنة2010 .ثورة الزمان وترياق نوستالجيا الماضي.عالم موبوء : النوم ملاذ رحب للجميع. كورونا الذكرى الأولى: تجاذبات قميص عثمان! مصير العالم الجديد ودلالات القناع/ الأقنعة.حرب كورونا وطبيعة أفق المقاومة. ما الحل ؟السؤال الكوني المؤرق. التعايش مع كورونا.. دولة المواطنة نفسها.أبعد من كورونا : ماذا عن الموت الشفاف؟ مدخل الصحة : الحَجْر، الحِجْر، التَّحَجُّر، الحَجَر.أفق كورونا: ماذا عن الإنجاب؟ معركة كورونا :كم تلزمنا من الشجاعة. صدمة كورونا :عودة الوعي الإنساني. العالم بين الانهيار أو الانهيار: أربع صور ! الوباء وشاعرية فضاء المنزل.سياق كورونا : ماذا عن جيل ”السيبرانية” والنمط الأمريكي؟ لحظات الضعف الإنساني، والأسئلة المصيرية. ثورة كورونا :القطائع التاريخية الأربعة؟ طقوس الموت ”فيسبوكيا” :من نصدق؟ التطعيم : بين شفافية العلم وغوغائية السياسي.كورونا وأبناؤه (ها)البررة! أيضا سنة2022 ، بطعم أزمنة المجهول. هل تجتاز البشرية حاليا أخطر مراحلها؟ جرعات تجرّع غير جفاء الحياة. تجَّار آلام البشر.شعوب الأرض وقضية استعادة الحياة.
تقول إحدى مقاطع الكتاب : “منذ زمن سحيق، استشرفت الآداب والسينما ممكنات الواقع المرير المترقب للحروب التوسعية الظالمة، والمعتقلات الجحيمية، والمافيات المنظمة والمهيكلة تحت يافطة التمدن، ومجتمعات مزارع الحيوانات التي يراقب أنفاسها الأخ الأكبر بقسوة لاتضاهى، والأصوليات وفق شتى تجلياتها، والشعبوية، والأتمة الاليكترونية، والرقمنة الافتراضية، والتوتاليتارية، وبلاهة التنميط، وبورصات الدعارة والاسترقاق، واستغلال الأطفال، والتعديل الوراثي والجيني، وفوبيا الاستهلاك، ونتاج الزومبي، والتيه، والجنون، وأمراض القهر، والترويض القسري، ومجتمعات الشراهة وجغرافيات العوز، وتدمير البيئة، والكوارث الطبيعية الكونية، والأوبئة، والإشعاعات النووية، إلخ.
توقعات، تحولت تباعا ارتباطا بسياقات تاريخية معينة، إلى حقائق اختبرتها البشرية مأساويا على أرض الواقع؛ ولازال أمرها كذلك ساريا،حسب حيثيات عدة تبعا لجدليات الخير والشر، الإيروس وتاناتوس، الآدمية والبربرية، الكم والنوع، التطور والكيف، البنية الفوقية والتحتية، متواليات الأحداث، كما الشأن حاليا مع راهن وباء كورونا”.
مشهد مأساوي بكل المقاييس، يلتهم التهاما الواقع الإنساني الراهن، توخت دراسات وتأملات هذا الكتاب رصد بعض جوانب ذلك.
طنجة الأدبية