بدت حزينة من هلع كُورُونا، وهي ترسل رسالة إلِكترونيَّة إلى صديقتها (سُعْدَى)، 24-4-2020.
-أخبركِ، صديقتي (سُعْدَى)، أنني احترفتُ مهنة السرقة، منذ وصول كُورُونا إلى الرباط! واكتشفت معها أن عندي موهبة جُبِلْتُ عليها، كانت مُختفية! السؤال الآن: كيف انبعثت هذه الموهبة زمن كُورُونا؟ وتيقنت أني سارقة ماهرة أستطيع أن أَلِج دُور صديقات أجمل العمر؟
حصل أمر السرقة عندما اشتاقت إلى أصدقائها وأولادها المقيمين في وطنهم الجديد كندا، وتيقنت من مهارة حرفتها، حينها أعلنت على صفحتها بـ”الفيسبوك” عن مشروع سرقة لوحات من دُور صديقات أجمل العمر، برسم وردة. بدأت باقتحام دار الفنانة التشكيلية (أمل الركابي)، وهي كندية من أصل عراقي تقيم بمدينة مونتريال.
بعثت بأول سرقة إلى صديقتها (سُعْدَى)، لوحة تشكيلية برسم وردة، وذلك بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.
بقدرة قادر نفذتْ إلى دار صديقتها الفنانة التشكيلية (أمل). كانت الفنانة غارقة في النوم. فارق الوقت يساعدها على السرقة. حَمَّلَتْ على هاتفها “الذكي جِدًّا” اللوحة برسم الوردة وانصرفت. لا أحد يراها، الله يراها. عادت إلى بلدها عبر (بحر الظلمات) إلى شاطئ هرهورة، الذي كان فارغًا من المشاة. السكَّان يحترمون الحجر الصحي؛ لا يخرجون من ديارهم “بغير حق”. تقلِّب شاشة هاتفها.. ترى لوحة الوردة.
اللوحة سبق أن شاهدتها بمونتريال في معرضLevan Le . عندما وصلت اللوحة التشكيلية عن بُعد إلى دار صديقتها (سُعْدَى)، أجابتها على الفور: إنها ستتولى الدفاع عنها في المحكمة في موضوع السرقة.. يجب أن تطمئن!
– كُورُونا ما زالت تفعل فعلها: رسائل إلِكترونية، من صديقتها (خَدِيج)، تخبرها أنها أصبحت مدمنة على القراءة في زمن كُورُونا.
… … …
23 -05-2020:
انتهت من قراءة مجموعة ميلان كونديرا Milan Kundera القصصية: “Risibles Amours”.
منذ انتشار كُورُونا تغيَّر كل شيء. أصبح العالم حزينًا. أُغلِقت المطارات، وأُغلِقت معه المنافذ والنوافذ، ولم تعد (خديج) تبحث عن الجزء الآخَر المفقود. اعتادت أن تكتب لها عن الحُبِّ عبر نافذتين بين مونتريال وباريس:
– الحُبُّ هو تلك الرغبة في إيجاد النصف الآخَر المفقود.
كان لهما مشروع نافذتين ورديَّتين، للحديث عن خصوصية المرأة الحُرَّة، دون وضعها في بِرْوَاز: صنف.. معتقد.. دِين.. أو ما شابه! كانتا تتجاذبان أطراف الحديث. تهاتفها على “الواتساب”.. تخبرها أنها بصدد البحث عن البريد الإلِكتروني للكاتبة السورية (غادة)، التي تقيم بين بيروت وباريس، والتي كَتَبَتْ، على عمودٍ لها بصحيفة عربية، إشارة إلى علاقة زوجها (بشير الداعوق)، بيوم اختطاف (مهدي بن بركة)، بباريس سنة 1965. تعجَّبت من أمر علاقة مدير مطبعة لبناني مع سياسي مغربي!
وللوَرد بقيَّة…
لطيفة حليم- مونتريال