صدرت حديثاً عن دار “أفريقيا الشرق” في ندينة الدار البيضاء المغربية، ترجمة لقصة “حاجي آغا”، التي كتبها الأديب الإيراني صادق هدايت (1903-1951)، نقلها عن اللغة الفارسية المترجم رشيد بازي.
يُعتبر هدايت أشهر الكُتّاب الإيرانيين المعاصرين على الإطلاق، وتُشكّل كتاباته علامة فارقة في مسيرة الأدب الإيراني المعاصر وتطوّره. تدور أحداث القصة في حقبة دخول “الحلفاء” (الاتحاد السوفياتي وبريطانيا تحديداً) إلى إيران، مطلع أربعينيات القرن الماضي، التي كانت قريبة حتى ذلك الوقت من ألمانيا، وإسقاط الشاه رضا خان، وإيصال ابنه محمد رضا بهلوي إلى الحكم، وهو آخر شاه إيراني، استمر في الحكم حتى العام 1979، سنة انتصار الثورة الإسلامية.
وبحُكم طبيعة هذه المرجعية التاريخية التي استقت منها القصة مادتها، فإنّها تمكّننا من معاينة معطيات سياسية واجتماعية، كما أنّها تتميّز بكونها تقع في نقطة تلاقي أشكال أدبية مختلفة، إلى حد يصبح معه من الصعب تصنيفها في جنس محدد. فهي ليست بالقصيرة إلى حد كبير، كما أنها تزخر بنماذج إنسانية متعددة بحيث يصبح من الصعب قراءتها على أنها أقصوصة، كما أنّها ليست طويلة إلى حد كبير، ولا تحمل أحداثاً متعددة ومتشابكة لتصبح رواية. بالإضافة إلى أنّها تقترب كذلك من أن تصبح عملاً مسرحياً، فالأحداث تدور كلها تقريباً في ردهة منزل حاجي آغا (بطل العمل)، كما أن طريقة توزيع الحوارات بين الشخصيات والسماح لها بالإطالة والإطناب كما تشاء، وتركيز الضوء على شخصية واحدة، أعطت زخماً قوياً للنَّفس الدرامي الذي يسيطر على القسم الأكبر من العمل.
تجدر الإشارة إلى أنّ هذه القصة نُشِرت أول مرة سنة 1945، في إحدى المجلات الأدبية، قبل أن تصدر على شكل كتاب مستقل سنة 1952 في طهران.
سبق أن صدر لصادق هدايت باللغة العربية المجموعة القصصية “البومة العمياء”، في أكثر من ترجمة، وكذلك بحث بعنوان “عمر الخيام وأناشيده”، بالإضافة إلى كتاب “البعثة الإسلامية إلى البلاد الإفرنجية وأسطورة الخلق”.
طنجة الأدبية-وكالات