انطلق المخرج السينمائي والتلفزيوني عبد الحي العراقي منذ الأحد 15 ماي الجاري في تصوير مشاهد فيلمه السينمائي الروائي الطويل الجديد “أو ما لولو”، بفضاءات متنوعة بمدينة فاس العتيقة، ومن المنتظر أن تستغرق مدة التصوير حوالي خمسة أسابيع بمشاركة فريق تقني وفني بعض عناصره من عين المكان.
تجري أحداث هذا الفيلم في فترة حاسمة من تاريخ المغرب المعاصر، وهي الأشهر الأربعة السابقة على عودة الملك محمد بن يوسف من المنفى يوم 16 نونبر 1955، وما شهدته هذه الحقبة التاريخية من توترات بين سلطات الحماية وشرائح من الشعب المغربي ممثلة في رجال ونساء المقاومة الوطنية من صناع تقليديين وتجار وطلبة وعلماء وأطفال وغيرهم.
يحكي الفيلم من منظور الطفل كمال (حوالي 12 سنة)، كشاهد على أهم الأحداث، يوميات المقاومة الوطنية ضد المستعمر الفرنسي في مواقع مختلفة من فاس العتيقة، من أجل المطالبة باستقلال المغرب وعودة الملك الشرعي للبلاد. فهذا الطفل، الذي يشخص دوره أيمن الدريوي في أول وقوف له أمام كاميرا السينما، يتقاسم بطولة الفيلم مع الشابة عائشة، التي تشخص دورها أميمة بريد، كوجه سينمائي جديد، وإلى جانبهما ثلة من الممثلين والممثلات.
يلعب دور والد الطفل كمال الممثل محمد نعيمان (السي علي)، وتلعب دور والدته الممثلة مونية لمكيمل (الزوهرة)، في حين يشخص الممثل نبيل عاطف (مولاي جعفر) والممثلة مجيدة بنكيران (لالة فاطمة) على التوالي دوري أب وأم عائشة. من الوجوه الفنية الأخرى المشاركة في تشخيص باقي الأدوار نشير إلى الأسماء التالية: الشعيبية العدراوي، طارق البخاري، محمد عطيف، حسن بوعنان، لالة شامة لمراني، الخمار المريني، نبيل لمتيوي، مولاي الحسن العلوي الإسماعيلي، حميد الرضواني، فريد البوزيدي، هشام بنجلون، سعاد روان، فوزية السامري، زهرة خوجة، بشرى شقرون، إلياس خوجة، حسنة التسير، علي فهيم، ياسمين الرويجل، عبد الخالق السعيدي، فيصل الغيبة، ربيع الشابي، عثمان لمتغ… ومجموعة من الكومبارس.
يحيلنا عنوان هذا الفيلم الروائي الطويل الرابع لعبد الحي العراقي، بعد “جناح الهوى” (2010) و”ريح البحر” (2007) و”منى صابر” (2001)، على أغنية مشهورة للمطرب الراحل محمد فويتح (1928- 1996) غناها بمناسبة نفي الملك محمد بن يوسف سنة 1953 واشتهر بها إلى جانب أغاني أخرى من بينها أغنية “مللي مشيتي سيدي وراك جيتي..” التي غناها سنة 1955 بمناسبة عودة الملك الراحل من المنفى. ولعل هتين الأغنيتين ألهمتا المخرج عبد الحي العراقي في كتابة سيناريو هذا الفيلم مركزا على أحداث الفترة ما بين 1953 و1955، مع تطعيمها بقصة غرامية تجمع بين المقاومة الشابة الفاسية عائشة والمقاوم الشاب الريفي يوسف، ومعطيات من السيرة الذاتية للمخرج باعتباره من مواليد فاس سنة 1949، وقد عاش وسمع منذ كان طفلا الكثير عن أجواء هذه الفترة الحاسمة في تاريخ المغرب. هذا علما بأن السيناريو كان له عنوان سابق عندما تقدم به صاحبه للجنة الدعم سنة 2017 وهو “أولاد الطالعة الكبيرة”، وقد استفاد من تسبيق على المداخيل قيمته المالية 4.200.000 درهم من لجنة دعم إنتاج الأعمال السينمائية سنة 2019 برسم الدورة الثالثة.
نتمنى أن يكون إنجاز هذا الفيلم التاريخي في مستوى تطلعات عشاق السينما ببلادنا، فما أحوجنا إلى نبش صناع السينما المغربية في تاريخنا القريب والبعيد وتحويل شخصيات وأحداث هذا التاريخ الطويل والعريض إلى أفلام ومسلسلات وغيرها.
من فاس: أحمد سيجلماسي