في كتابه”ضد أمازون” الصادر عن “دار العربي للنشر والتوزيع” في القاهرة بترجمة لشرقاوي حافظ، يرصد الباحث وخبير النشر الإسباني خورخي كاريون تداعيات العولمة على مهنة النشر وتأثيراتها التي يراها “سلبية للغاية بل تكاد تكون مدمرة”.
ويقدم كاريون مثالاً عن إحدى المكتبات التي ظلت لمدة 55 عاماً المكتبة الرئيسية لدار النشر “جوستاف جيلي”، والآن بعد التجديدات أصبحت المقر الرئيسي لعملاق البيع الإلكتروني “أمازون” في نسخته المحلية بفضل الكفاءة والإنجاز الفوري اللذين يتمتع بهما على مستوى التجارة التسويق، ولكن على حساب قيم أخرى مثل العراقة والتاريخ.
ويرى صاحب كتاب “زيارة لمكتبات العالم“، أن شركة “أمازون” ليست بمكتبة بل “هايبر ماركت” حيث تجد في منافذ الكتب المقرمشات والألعاب والزلاجات وترى في منافذها الكتب معروضة بواجهة الكتاب وليس كعبه لأنه لا تعرض إلا 6000 عنوان من الكتب “الأكثر مبيعاً”، والتي ليست الأكثر قيمة بالضرورة، حيث عدد عملائها أقل بكثير من العدد الموضوع على أرفف المكتبات الأخرى الأصيلة التي تخاطر لإعطاء الكتب الأخرى فرصة.
ومن جملة ما يخلص إليه أن “أمازون” بات كيان كبير يحدد ماذا نرى وما يصل إلينا وما الذي سيؤثر فينا، أو على حد تعبير “إنه كيان يشكل مستقبلنا”.
ويؤكد كاريون أنه: “لا يوجد بائع للكتب في (أمازون). فقد أبعد أي اقتراح لاستخدام أي تدخل آدمي لأنه غير فعال ويعرقل السرعة وهي القيمة الأساسية التي تقوم عليها الشركة. والحقيقة فإن الاقتراحات التي تقدمها (أمازون) للمشتري على موقعها ما هي إلا لوغاريتمات معقدة غير معتمدة على العنصر البشري، وهو ما يضمن أعلى مستوى من السرعة والسهولة. فالآلة تحول القارئ وكذلك العميل إلى مجرد ملتق سلبي”.
طنجة الأدبية-وكالات