تنظم دار الشعر بتطوان فعاليات الدورة الأولى من ملتقى “زرقاء اليمامة”، يومي الجمعة والسبت والأحد 11 و12 مارس الجاري، بمدينة مرتيل. ويقام هذا الملتقى احتفاء باليوم العالمي للمرأة، بشراكة مع المدرسة العليا للأساتذة واتحاد العمل النسائي، فرع مرتيل/ تطوان.
ينطلق حفل افتتاح الملتقى يوم الجمعة 11 مارس، ابتداء من السادسة مساء، بفضاء المركز الثقافي بمدينة مرتيل، ويشهد إقامة أمسية شعرية بمشاركة الشاعرات ابتسام الحمري ومنى عبد السلام لعرج وندى الحجاري وحنان الفرجاني، بتقديم الشاعرة إكرام عبدي. ويتوج حفل الافتتاح بتسليم درع “زرقاء اليمامة” للشاعرة ثريا ماجدولين، مع حفل توقيع ديوان “زرقاء اليمامة.. شاعرات قادمات من المستقبل”، الصادر عن منشورات اتحاد العمل النسائي، بدعم من الوكالة الكطلانية للتعاون والتنمية.
وتتواصل فعاليات الملتقى يوم السبت 12 مارس، في فضاء المدرسة العليا للأساتذة بمرتيل، ابتداء من الحادية عشرة صباحا، من خلال لقاء مفتوح مع الشاعرة ثريا ماجدولين، بتقديم الأستاذة إحسان الميل، إلى جانب قراءات شعرية تشارك فيها الشاعرات سامية الصيباري ونوال الشريف وابتسام البخاري ومريم كرودي.
ويمثل ديوان “زرقاء اليمامة.. شاعرات قادمات من المستقبل” أول أنطولوجيا نوعية تضم قصائد لعشر شاعرات يمثلن أصواتا جديدة في مغربنا الشعري المعاصر. ولعل أولى دلائل هذه المعاصرة، كما ورد في تقديم الديوان المشترك “ذلك الحضور السخي للأصوات الشعرية النسائية، بعدما كان الأمر يكاد يقتصر على حالات معدودة ومعزولة، في زمن هيمنت فيه ولا تزال ثقافة ذكورية ينتجها الرجال حول النساء وحول الرجال أنفسهم”. هن شاعرات قادمات من المستقبل، ومن خارج دائرة الأسماء المكرسة، والحال أنهن شاعرات متحررات من المكرس ومن الموروث والتقليد، متوجهات نحو الأجمل والجديد. ونحن نطالع هذه الأنطولوجيا النوعية ندرك يقينا أن كل شاعرة من الشاعرات المشاركات معنا إنما تحمل نظرة متحدية متطلعة إلى الآتي، ورؤية تعانق المجهول والمأمول، لعلها رؤية “زرقاء اليمامة”، تلك المرأة العربية (الأسطورية) التي كانت تبصر الجيوش القادمة لمحاربة أهلها قبل ثلاثة أيام، وكذلك كان… فكانت صاحبة رؤية ورؤيا، وهي الرؤيا المتوقعة من الشاعرة والشاعر. وقد استلهم المتنبي عبقرية وبَصَرِيَّةَ اليمامة ونبوءتها، وهو يردد: وأَبصر من زرقاء جو لأنني/ إذا نظرت عيناي ساواهما علمي
ولأن النساء عانين من قسوة الماضي وسطوة أحكامه الجائرة في حقهن، والمصادرة لحريتهن وكرامتهن، فقد آثرنا أن نتوجه إلى المستقبل، في مهمة اكتشاف أصوات شعرية نسائية جديدة والإنصات إلى هذه الأصوات وإلى أنينها الشجي وتمردها القوي في وجه التمثلات السائدة والتصورات البائدة. لعل الشعر يعلمنا، ضمن هذا المشروع الإنساني الطموح، فضيلة الإنصات للنساء، والإصغاء إلى الشاعرات كما الشعراء. والحال أننا أمام أول أنطولوجيا (موضوعاتية) مغربية خاصة بالشاعرات، موقعة بأسمائهن وقصائدهن ونظراتهن الساهمة إلى الذات والحياة.
طنجة الأدبية