احتضن مقر دار الشعر بمراكش، صبيحة السبت الماضي (23 يناير)، الورشة الرابعة من ورشات الكتابة الشعرية في موسمها الرابع 2020/2021. الورشة، التي يؤطرها الشاعر والناقد عبداللطيف السخيري، خصصها للصورة الشعرية، من خلال الاشتغال على “الرمز والأسطورة”. وسارت الورشة على النهج الجديد، الذي اتخذته دار الشعر في تصورها لورشات الكتابة الشعرية؛ والمتمثل في الانفتاح الفعلي على كتابات المرتفقين والمرتفقات، الى جانب الجمع بين المعطى النظري والتطبيقي.
وقد انتقل المؤطر الأستاذ عبداللطيف السخيري، إلى مكونين، اعتبرا من الوسائل الفينة التي راهن عليها شعراء الحداثة من أجل تجديد الصورة الشعرية؛ وهما الرمز والأسطورة. وقد اختار المؤطر، بعد الفرش النظري التوضيحي، ثلاثة نصوص تندرج في شعر التفعيلة، لشاعرين رائدين: الأول بدر شاكر السياب (1964)، (رحل النهار، سفر أيوب). والثاني أمل دنقل (1983)، (كلمات سبارتكوس الأخيرة).
وبعد قراءة تحليلية للنصوص المذكورة، تم اختتام الورشة بإلقاء المرتفقين والمرتفقات لنصوصهم الشعرية، والتي استثمروا فيها الرمز والأسطورة. وقدم الشعراء سمير الهبوبي، نصا شعريا باللغة الأمازيغية، فيما اختار يوسف الحيمودي قراءة نص زجلي، ونورد هنا بعض المقاطع، من قصائد باقي المرتفقين والمرتفقات:
نص لعبدالحفيظ الوزيري، “بعد اللقاء لقاء ..”
يا ليلة العمر قد جئناك قاطبة
نشكو وفي همنا خوف من العلل
نهفو ومن طيفها عشق يراودنا
نموت من فقدها شوقا إلى المقل
ها نحن قد نكتوي من هجرها وبه
نبني حياة تداري عشق محتمل
قالت وفي يدها فنجان قارئة
مهلا فلست الذي ترضاه لي مثلي
و يوم أشكو إلى سوزان قبلتنا
في ليلها أشتهي نوما من القبل
سطرت بالدمع مشروعا بلى كتبا
قد حفظت ليلتي فيها على جبل
و أشرقت شمسنا بالحب يغرقنا
فأنتجت مركبا للشعر والغزل
يا ليتني عدت يوم العشق منتصرا
و رايتي تشتهي نصرا على مهل
أما إسماعيل أيت إدر، فيقول في قصيدته:
لست عازف بيانو / يعرف كيف يلامس/ الجراح دون أن تنزف / في الصباح دائما / ما تسقط حمامات/ وتشعل بريشها وهج الأمنيات الغافية / وفي الليل/ حينما يأوي الكادحون إلى بيوتهم / يعود المسيح المتدلي من القمر / بلا ذاكرة..
فيما اختارت يسرى قشبو، طالبة كلية العلوم تخصص الكيمياء، أن تكتب نص “ميعاد”
بكآبة الصباح ؟!!!/ وضعت رحال قلبي على أريكة من رماد/ بين يدي إبريق/ أمرر عليه بيدي / عسى طيفك يفي بالميعاد/ يأتي على بساط العشق / لأتلو عليه ثلاث أمنيات / تصدق عيون الزرقاء التي تسكنني / وتبشرني يفرح قريب/ تقول.. عل جنود المشاعر هنا / تثور ضد السهاد../ وتنزل صخرة سيزيف.. عل رحال قلبي/ وتهدأ..
بدر هبول اختار أن يسم نصه ب “بين حبيبتي واعتذاري”
شاءت أقداري/ أن تكوني حبيبتي/ رغم جهلي فنون الحب/ وأن تكوني حسن اختياري/ شاءت أقداري/ أن أمد يد الحنين لنلتقي/ بسمة في هذا الحضور الندي/ وأن يكون اللقاء ساعة احتضاري/ شاءت أقداري/ أن أخون الغياب لأجلك/ وأن أخون حزني لبسمتك/ وأن يضيع في رضاك قراري/ فكوني لحن وصلي/ وقبلتي وصلاتي واعتماري/ وكوني نص شعري وخطبتي/ وآي محبة وكوني شعاري/ (…)/كوني جميلة كهذا الغياب/ وتنزلي للحظة/ لنقطف من غفلة التيه قبلة…/ أبدو بها حليما عن لفظة العار/ ها أنا مديد كظلي/ لأنظر في انعكاس/ صورة الماء على الماء/ ولأبتسم في وجه آخر السلالات/ رغم ما قد خطه الحب في ألواح أقداري/ لست الكمال في صيغة الإلياذة الأولى/ ولست المقدوني إذ يتوج شامخا/ ولكني … ابن هذه الأرض/ وبسمة سمرة كالفجر/ تغزو عذوبتها أحداق أزهاري/ شاءت أقداري/ أن تكوني حبيبتي/ رغم جهلي فنون الحب/ وأن تكوني حسن اختياري/ شاءت أقداري/ أن أمتد وأن أمد يد الحنين لنلتقي/ بسمة في هذا الحضور الندي/ وأن يكون اللقاء ساعة احتضاري..
أما الطالب محمد بن الظاهر، فاختار أن يقرأ “رحلة الشتاء والصيف”
تأوهات الجائعين تألهت./ فاتلوا في الجنائز ترانيم العذارى./ وصلوا صلاة الوصول./ للخارجين من رحم الثرى./ دمع باخوس دعم غضبي./ ألا فسوي الصف كعاشق هندي./ وأسبح في الحبر الأسود المعتق./ وسبح باسمي./ وخذ نور بروميثيوس فجرا./ وامخر عباب الشهوة./ سعيدا بالضجر./ مثل سيزيف بالحجر.