بعد تأسيسها في نونبر 2012م على يد مبدعات وكاتبات مغربيات تتزعمهم الدكتورة عزيزة يحضيه عمر الرئيسة الحالية لرابطة كاتبات المغرب، ها هي “رابطة كاتبات المغرب” تقرر أخيراً عقد مؤتمرها الأول بالرباط والمحمدية أيام 10، 11 و12 يناير 2020م، مؤكدة أن هذه السنة الجديدة ستكون فأل خير على الرابطة ومكوناتها من نساء المغرب المبدعات والمفكرات والمثقفات اللواتي يتركن بصماتهن أينما رحلن وارتحلن.
إن المؤتمر الأول للرابطة يعتبر مرحلة أساسية في عمرها حيث برز في الأفق السياسي والثقافي المغربي مكان للفعل الثقافي وكان لا بد للمرأة المبدعة أن تساهم فيه بنصيبها باعتبارها نصف المجتمع الذي يرسخ لقيم الهوية الوطنية المغربية بمختلف عناصرها الثقافية والفكرية والاجتماعية. وهذا إن دلَّ على شيء إنما يدل على أن الرابطة قد وضعت من أهدافها الاستراتيجية أن تكون سباقة إلى طرح البديل الثقافي والمجتمعي في إطار من الديمقراطية والتعبير الحر عن الرأي والمساهمة في خلق الظروف الملائمة للإبداع والتنمية المجتمعية على كافة الأصعدة.
إن العدد المهم من المنخرطات في صفوف الرابطة الذي يصل إلى حوالي 6000 منخرطة من خلال تأسيس 70 فرعاً على المستوى الوطني، و20 فرعاً على المستوى العالمي في بلدان المهجر، قادر على خلق نوع من الحركية الثقافية والأدبية والتنموية في المجتمع المغربي، نظراً أولاً لقناعتهن بهذا الدور الكبير والمهم في المجتمع، ونظراً ثانياً لاستقالة بعض المؤسسات المماثلة لها أو على الأقل تجميد أنشطتها والصراع حول الزعامة فيها والقيادة التي لا تسمن ولا تغني من جوع. فهل تسرق الرابطة الأضواء من مثل هذه المؤسسات الثقافية العتيدة؟.
ولغاية تحصين الإبداع النسوي وخلق مشروع حقيقي لهذا الإبداع واحتضانه محلياً وطنياً وعالمياً والارتقاء به إلى المستوى الأفضل وتكريس الوعي الثقافي في المجتمع المغربي ومقاومة النظرة الدونية للمرأة المبدعة والفاعلة الجمعوية، يأتي شعار هذا المؤتمر تحت عنوان “المواطنة الحاضنة” باعتبار أن المواطنة حق للجميع نساء ورجالاً، وليست حكراً على أحد معين أو على فئة معينة أو جماعة معينة. وفي هذا الصدد سيتم مراجعة القانون الأساسي للرابطة ونظامها الداخلي وتأسيس لجان دائمة على المستوى الوطني مركزياً ومحلياً وعرض إنتاجات أدبية وفنية متعددة للمؤتمرات، إضافة إلى منح شواهد تقديرية امتناناً للمشاركات. حيث ستحضر حوالي 300 مؤتمرة إضافة إلى مجموعة من الضيوف الفاعلين في المجال الثقافي والسياسي والحقوقي على المستوى الوطني والعالمي.
عزيز العرباوي