كانت تتصفَّح بعض صوَرِهِ حين استوقَفَتْها صورةٌ له أُخِذَت منذ بِضعِ سنوات، بدا فيها مختلفا. كانت نظرته حادة وعيناه تلمعان… أين اختفت تلك النظرة يا تُرى وأين ذهب ذاك البريق؟…هل هو إحباط نتيجة توالي الخيبات وتحطُّمِ الآمال تِباعا؟
تذكرت أنه أخبرها عن تجربته السابقة، وكيف انتهت بسبب تَغَلُّبِ الماديات على العلاقة… تأسفتْ لأن هذا أصبح حالَ الكثير من الزيجات، حيث ينشغل الطرفان بتحسين الحالة المادية للأسرة، ثم ينشغلان بتربية الأولاد وتوفير حاجياتهم، وقليلا ما يفكران في تنمية العلاقة بينهما والحفاظ عليها. وبعد سنوات، يجد الزوجان نفسيهما كغريبين تحت سقف واحد… وعند الانفصال، يقتسمان الممتلكات وكأنها غنائم حرب!
حَضَرَها ما جاء في برنامج تلفزي مع قس ومعالج نفسي في نفس الوقت، شاهدته منذ زمن، وأُعجِبَتْ كثيرا به. فقد أَوضَحَ المُختص أن الزواج هو ارتباط يجمع بين ثلاث عناصر: الزوج والزوجة والعلاقة الزوجية. ولِتنجح تلك العلاقة وتستمر، على الزوجين العمل على تنميتها ومدها بالتغذية اللازمة على أربع واجهات: الروحية والفكرية والعاطفية والجسدية.
هي أيضا عاشت تجربة مُماثلة انتهت بالفشل، وقد استفادت كثيرا من أخطائها… فهل تنجح في إرجاع البهجة إلى قلبه وذاك البريق إلى عينيه؟!
– مقطع من “حديقة القلب”-
نعيمة السي أعراب