رحلت عن عالمنا الممثلة السويدية ماي بريت، إحدى أبرز نجمات هوليوود في منتصف القرن العشرين، عن عمر يناهز 91 سنة، بعد مسار فني حافل وأخرى شخصية طبعت ذاكرة الوسط الفني، خصوصًا لارتباط اسمها بزواجها من الفنان الأمريكي الشهير سامي ديفيس جونيور، في علاقة كسرت الكثير من المحرمات الاجتماعية في زمنها.
وأفاد نجلها مارك ديفيس أن والدته توفيت في 11 دجنبر الجاري لأسباب طبيعية داخل أحد المراكز الطبية بمدينة لوس أنجلوس. وكانت ماي بريت، المولودة في 22 مارس 1934 بضواحي ستوكهولم، قد بدأت مسيرتها المهنية في سن مبكرة، بعدما اكتشفها المنتج الإيطالي المعروف كارلو بونتي أثناء عملها كمساعدة مصور، ليمنحها فرصة دخول عالم السينما الأوروبية، حيث شاركت في عدد من الأفلام الإيطالية خلال خمسينيات القرن الماضي.
موهبتها وحضورها اللافت ساهما في انتقالها سريعًا إلى هوليوود، حيث وقعت عقدًا مع استوديو “20th Century Fox” عام 1957. وظهرت في أعمال بارزة، من بينها فيلم “The Hunters” إلى جانب روبرت ميتشوم، ثم فيلم “The Young Lions” مع مارلون براندو، قبل أن تحقق شهرة واسعة بدورها في فيلم “The Blue Angel” عام 1959، حيث جسدت شخصية المغنية المثيرة للجدل لولا-لولا، في نسخة أعيد تقديمها بعد النجاح التاريخي للفيلم الأصلي الذي صنع نجومية مارلين ديتريش.
وتعزز حضورها السينمائي لاحقًا من خلال مشاركتها في فيلم “Murder, Inc.” عام 1960، الذي قدمت فيه دورًا غنائيًا آخر، مؤكدة قدراتها في التمثيل والغناء والرقص. غير أن الأضواء سرعان ما تحولت من مسيرتها الفنية إلى حياتها الخاصة، عقب ارتباطها بسامي ديفيس جونيور، أحد أبرز نجوم الترفيه في الولايات المتحدة آنذاك.
تعرفت بريت على ديفيس في أجواء فنية بلوس أنجلوس، وسرعان ما تطورت العلاقة بينهما إلى خطوبة ثم زواج رسمي في نونبر 1960، بحضور نخبة من نجوم هوليوود، من بينهم فرانك سيناترا. غير أن هذا الزواج المختلط عرقيًا أثار جدلًا واسعًا في المجتمع الأمريكي، خاصة في ظل القوانين السائدة آنذاك التي كانت تجرّم مثل هذه الزيجات في عدد كبير من الولايات، ما جعل الزوجين عرضة للتهديدات والضغوط، وألقى بظلاله على مسيرة بريت الفنية، إذ توقفت شركة الإنتاج عن تجديد عقدها بعد إعلان الخطوبة.
ورغم إنجابهما ابنة واحدة وتبني طفلين آخرين، انتهى زواج ماي بريت وسامي ديفيس جونيور بالطلاق سنة 1968، وسط انشغالات وضغوط مهنية متزايدة. وبعد ذلك، اختارت بريت الابتعاد عن الأضواء والتفرغ لحياتها الخاصة، مكتفية بمشاركات فنية محدودة في بعض الأعمال التلفزيونية، قبل أن تظهر في آخر أفلامها سنة 1976.
وفي تصريحات confirming لاحقة، أكدت ماي بريت أنها لم تندم يومًا على قراراتها، معتبرة أن حياتها العاطفية كانت أولوية بالنسبة لها. وتزوجت مرة أخرى سنة 1993 من رجل الأعمال لينارت رينغكويست، الذي توفي عام 2017. وبرحيلها، تطوى صفحة ممثلة تركت بصمتها في تاريخ السينما، وخلدت اسمها بقصة إنسانية وفنية استثنائية.
طنجة الأدبية

