صدر عن “منتدى الفكر والثقافة والإبداع”، في طنجة، المجموعة القصصية الجديدة “هكذا تكلم شهريار” للكاتب، والأستاذ الباحث، حميد البقالي، لتردف المدونةَ القصصية المغربية بمجموعة من النصوص التي تحفر في تفاصيل المجتمع وتشظيات التجربة الإنسانية، دون أن تخلو من لمسات تجريبية هنا وهناك.
تضم المجموعة عددًا من العناوين اللافتة التي تتنوع في مواضيعها وأجوائها، بدءًا من القصة التي تحمل عنوان المجموعة “هكذا تكلم شهريار”، مرورًا بـ “معبد شمس”، و”عرق ولعاب وماء”، و”البيان”، و”المحاكمة”، وصولًا إلى “أزمنة الموت” وغيرها من القصص التي تحفر في قضايا المجتمع واغتراب الفرد وعزلته، بأسلوب سردي متميز.
تتنوع ثيمات هذه الأضمومة القصصية وتشمل: العمق الفلسفي والتنقل بين الواقعي والمتخيل، كما في قصة “المحاكمة”. علاقة الذات بالآخر والحفر في قضايا الهوية والانتماء، مثل قصة “لاءات” التي تتناول التحديات الناجمة عن تربية مبنية على الصدق في زمن يسيطر عليه النفاق، وقصة “هكذا تكلم شهريار” التي تعكس صراع الذات مع الرغبات المتوالدة. كما لا تغفل قصص المجموعة عن رصد التحولات الاجتماعية، وكشف التناقضات الصارخة بين الطبقات الاجتماعية.
يستخدم الكاتب حميد البقالي لغة غنية بالصور والرموز، حيث تنضح الأمكنة بالدلالات، وتتنوع مستويات التأويل في الرموز المستخدمة، مما يمنح هذه المجموعة القصصية متعة القراءة المتعددة واكتشاف الجديد في كل مرة.
حميد البقالي هو كاتب مغربي، وأستاذ باحث، أصدر من قبل كتاب “إشكاليات التجنيس في القصة القصيرة”، وقبله “حكايا أريج”، مجموعة قصصية للأطفال.
طنجة الأدبية
