اعتبرت الفنانة المصرية منى زكي أن مشاركة فيلم “الست” للمخرج مروان حامد في الدورة الثانية والعشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش تشكل لحظة فارقة في مسار العمل، مشيرة إلى أن عرض الفيلم لأول مرة في هذا الحدث السينمائي العريق يمثل قيمة خاصة لفريقه. وأوضحت في تصريح أدلت به على هامش العرض العالمي الأول للفيلم أن مهرجان مراكش رسّخ مكانته كإحدى أبرز المحطات السينمائية في العالم العربي، ويحظى بتقدير واسع لدى صناع السينما لما يتميز به من جودة في التنظيم واحتفاء بالفن.

وأضافت أن مشاركتها السابقة في المهرجان جعلتها تدرك مكانته ودوره في دعم السينما العربية، وهو ما جعل عرضه في مراكش اختيارًا طبيعيًا لأول ظهور للفيلم. وتطرقت منى زكي إلى تفاصيل تجسيدها لشخصية أم كلثوم، مؤكدة أن الأمر تطلب أكثر من عام وثلاثة أشهر من التمرين المتواصل الذي شمل تطوير مهارات الأداء والإلقاء والغناء، إلى جانب التدريب على الحضور الجسدي وطريقة الحركة لاكتساب عمق أكبر للشخصية. كما أشارت إلى أن مرحلة الماكياج كانت جزءًا مهمًا في بناء الشكل النهائي لأيقونة الطرب العربي.
وأبرزت أن هذا التحضير الطويل أتاح لها فرصة التعمق في الجانب الإنساني لأم كلثوم، الشخصية التي عرفها الجمهور قوية فوق خشبة المسرح، لكنها كانت تخوض في حياتها الخاصة تحديات ومواقف صعبة لا يراها أحد. وأكدت أن الفيلم يسعى إلى تقديم الوجه الإنساني للفنانة، وإظهار أن الفنان مهما بدا صلبًا ومتمكنًا فإنه يعيش لحظات ضعف وتردد قبل مواجهة الجمهور.
وترى منى زكي أن قوة الفيلم تكمن في قدرته على تذكير الجمهور بأن الفنانين مثل غيرهم يمرون بلحظات خوف وأخطاء وتجارب تُعيد تشكيلهم، وأن هذا البعد الإنساني هو ما يجعل قصصهم أكثر قربًا وصدقًا. ويأخذ فيلم “الست” المشاهدين في رحلة تمتد لـ160 دقيقة عبر محطات حياة أم كلثوم، منذ نشأتها في إحدى قرى دلتا مصر وسط مجتمع محافظ، مرورًا بمحاولاتها الأولى للغناء متخفية في هيئة فتى لتجاوز القيود الاجتماعية، وصولًا إلى مراحل تألقها وصعودها نحو النجومية التي جعلت صوتها جزءًا من الذاكرة العربية.
ويستعرض الفيلم التحولات الكبرى في حياة كوكب الشرق، بما فيها لحظات الانكسار والخيارات الصعبة التي واجهتها، وكيف تحولت من شابة تحاول إثبات ذاتها إلى أسطورة فنية استطاعت أن تترك أثرًا لا يزول في وجدان ملايين المستمعين.
طنجة الأدبية

