الرئيسيةأخبارالسبحة.. الهدية الأثيرة لضيوف الرحمن التي لا تغيب عن حقائب الحجاج

السبحة.. الهدية الأثيرة لضيوف الرحمن التي لا تغيب عن حقائب الحجاج

الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة

فاز الصحافي بوكالة المغرب العربي للأنباء محمد حدادي بجائزة أفضل عمل صحافي في صنف صحافة الوكالة خلال الدورة الثالثة والعشرين للجائزة الوطنية الكبرى للصحافة، التي نُظم حفلها مساء الاثنين بالرباط. وقد نال الجائزة عن مقاله الذي تناول فيه مكانة السبحة بين الهدايا التي يحرص ضيوف الرحمن على اقتنائها خلال موسم الحج، باعتبارها الأكثر حضوراً ورسوخاً في ذاكرة الزائرين.

يروي المقال مشهداً نابضاً بالحياة من سوق “البوادي” الشعبي في جدة، حيث وقف الحاج المغربي عبد الله متأملاً واجهة متجر يعرض عشرات السبح بألوان ومواد وأسعار مختلفة. وبين تردده ورغبته في اختيار أنسب الهدايا لعائلته، تدخل أحد باعة المتجر ليشرح له أنواع السبح ومواد تصنيعها، مما ساعده على اتخاذ قراره.

تظل السبحة الهدية الأكثر رواجاً لدى الحجاج، مهما اختلفت قيمتها المادية، إذ تحمل دلالات روحية تتجاوز كونها مجرد حبات منضدة في خيط، فهي بالنسبة لكثيرين رمز للذكر والبركة، وإيماءة تحمل الدعاء بأن يكتب الله زيارة البيت الحرام لأحبائهم. كما أن كثيرين لا تكتمل لديهم أناقة اليد إلا بسبحة تتمايل بين الأصابع على وقع التسبيح، وكأنها تخاطب القلب بما فيها من سكينة وروحانية.

وبتنوع أشكالها وموادها بين الأحجار الكريمة كالزمرد والفيروز واللؤلؤ، أو المواد البسيطة كالخشب والبلاستيك والزجاج، تبقى السبحة بالنسبة للحجاج تذكاراً معنوياً لا يغيب عن حقائب العائدين، يتساوى في ذلك القادم من الشرق أو الغرب، الغني أو محدود الدخل.

ويشرح المقال تفاصيل دقيقة حول تركيب السبحة وعدد حباتها وأهمية مهارة الصانع التقليدي في تحديد قيمتها، إضافة إلى عوامل السوق التي تجعل أسعارها متفاوتة، خصوصاً حين تكون مصنوعة من مواد نادرة مثل الكهرمان أو المعادن النفيسة. وهناك أيضاً من يهوى جمع السبح النادرة ويطوّر خبرة تمكنه من تمييز الأصلي منها عن المقلد، بل يبحث عن تلك التي يُعتقد أنها مباركة أو تعود لشخص ذائع الصيت بالزهد.

ويشير المقال إلى أن سوق الهدايا الخاصة بالحجاج والمعتمرين تقدر بنحو 30 مليار ريال سنوياً، تشكل السبح والسجاد حوالي 40 بالمائة منها، ما يعكس حجم الإقبال سواء في مكة أو المدينة أو جدة، وتنوع الخيارات التي تلبي أذواق جميع الزوار.

أما التكنولوجيا فلم تستثنِ هذا العالم التقليدي، إذ اقتحمت الأسواق “السبحة الإلكترونية” التي توفر خاصية العد الرقمي للتسبيح وتطبيقات الهاتف المخصصة للأذكار. ورغم الإقبال عليها، إلا أنها لا تزال بعيدة عن القيمة الروحية والثقافية التي تختزنها السبحة التقليدية، ولا ترقى لرمزيتها أو جمال المواد الطبيعية التي تُصنع منها.

كما يستعرض المقال بقية الهدايا التي يحرص عليها الحجاج مثل سجادات الصلاة والعطور الشرقية ومجسمات الحرمين والتمور، فيما يروي جانباً إنسانياً لطيفاً، حيث انتقل الحديث بين الحاج عبد الله وبائع المتجر اليمني نسيم من أنواع السبح إلى شغفهما المشترك بكرة القدم، وبالتحديد تألق الحارس المغربي ياسين بونو في الدوري السعودي.

وفي نهاية المطاف، حسم عبد الله تردده، فاختار مجموعة من السبح ليقدمها لأفراد أسرته، مقتنعاً بأنها الهدية الأخف حملاً والأعمق أثراً، لا سيما لأولئك الأقرب إلى قلبه.

طنجة الأدبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *