أبهرت سلطنة عُمان جمهور مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف من خلال مشاركتها المتميزة كضيف شرف في دورة هذا العام، حيث عرض فيلم “الخنجر” الذي يمثل ثمرة تعاون فني وثقافي بين قناة RT ووزارة الإعلام العُمانية. العمل الذي أخرجه كريم نجيب وكتبته أنيسة مراد، يأخذ المشاهدين في رحلة سينمائية شيقة تتابع سيرة الخنجر العُماني الأثري العائد للسلطان حمود بن محمد البوسعيدي، من المتحف الوطني في مسقط إلى قاعة عُمان في متحف الأرميتاج بمدينة سانت بطرسبورغ، في تجسيد رمزي لجسر ثقافي يجمع بين عُمان وروسيا.
شهدت الأمسية السينمائية، التي أقيمت في العاصمة المغربية، حضور خالد بن سالم بامخالف، سفير سلطنة عُمان لدى المملكة المغربية، إلى جانب حشد من المبدعين والمخرجين والنقاد والدبلوماسيين، مما أضفى على الحدث بعداً إنسانياً وثقافياً عميقاً.
ولم يقتصر الحضور العُماني على فيلم “الخنجر”، بل عُرضت خمسة أفلام أخرى أبرزت تنوع التجربة السينمائية في السلطنة، وهي: دهجان الورد لمحمد العجمي، لن تغوص وحيداً لفهد الميمني، سحر الرمال لوليد الخروصي، رماد لسليمان الخليلي، وغيوم لمزنة المسافر. هذه الأعمال عكست نضج السينما العُمانية وقدرتها على المزج بين الهوية المحلية والبعد الإنساني العالمي.
وضمن البرنامج الثقافي المصاحب، احتضن المهرجان ثلاث فعاليات فكرية بارزة؛ فقد تناول المخرج محمد الكندي العلاقات السينمائية بين عُمان والمغرب، واستعرض المنتج قاسم السليمي مبادرة اصنع فيلمك في عُمان التي تسلط الضوء على المقومات الطبيعية والثقافية والبنية التحتية التي تجعل من السلطنة وجهة مثالية للإنتاج السينمائي العالمي. كما قدّم الدكتور عبد الفتاح الزين دراسة أكاديمية بعنوان السوسيولوجيا بين عُمان والمغرب ناقش فيها الأبعاد الاجتماعية المشتركة وأثرها في تطوير الهوية البصرية العربية.
واختُتمت المشاركة العُمانية بتوقيع اتفاقية تعاون بين الجمعية العُمانية للسينما وجمعية مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، لتعزيز التعاون الأكاديمي والفني بين البلدين، بما يفتح آفاقاً جديدة لصناعة السينما في العالم العربي.
وقد أجمع الحاضرون على أن هذه المشاركة لم تكن مجرد عرض لأفلام، بل كانت حدثاً ثقافياً يجسد فلسفة الفن كوسيلة للحوار والتقارب، ورسالة من عُمان إلى العالم بأن السينما يمكن أن تكون أداة سلام وتواصل بين الشعوب.
طنجة الأدبية

