شهدت مدينة الدار البيضاء، أمس الأربعاء، عرض السلسلة الكرتونية الجديدة “مفاتيح القدس الخمسة”، التي تُجسد عمق الارتباط المغربي بالقدس الشريف، وتغرس في أذهان الأطفال قيم المدينة المقدسة ورمزياتها الروحية والتاريخية، وذلك ضمن فعاليات الدورة الثالثة من المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب.
تحكي السلسلة، التي تُعرض عبر تطبيق “هيا” الموجّه للأطفال واليافعين والذي أطلقته وكالة بيت مال القدس الشريف، قصة خمسة أطفال من ديانات وجنسيات مختلفة، يخوضون منافسة حول تجاربهم الأولى في مدينة القدس التي يزورونها رفقة حفيد المجاهد المغربي الحاج موسى الرضا، أحد المغاربة الذين شاركوا في تحرير القدس إلى جانب صلاح الدين الأيوبي.
تستلهم الحكاية مسار هذا المجاهد التاريخي، إذ يصطحب حفيده أبطال القصة من الرباط إلى القدس عبر بوابة سحرية لا تُفتح إلا بخمسة مفاتيح وغصن زيتون، ليجوبوا شوارع المدينة العتيقة ويستكشفوا معالمها وأسواقها وأحيائها، قبل أن يكتشفوا معنى التعايش والسلام في أرض الأنبياء.
وأكد محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، خلال تقديم السلسلة، أن هذا العمل يجسد رؤية الوكالة في الاستثمار في وعي الأجيال الصاعدة وتحفيزهم على التفكير النقدي وفهم الأحداث من حولهم. وأضاف أن الهدف الأساس يتمثل في ترسيخ الارتباط الثابت للمغاربة، بمختلف أجيالهم، بالقضية الفلسطينية وبمدينة القدس على وجه الخصوص، مشيرًا إلى أن الوكالة اختارت التقنيات الرقمية الحديثة لتطوير تطبيق “هيا”، الذي يمنح الأطفال فرصة التفاعل والمشاركة في مسابقات وأسئلة تتناول تاريخ القدس وثقافتها وحضارتها وسكانها.
من جانبها، أوضحت دعاء الشريف، مديرة مشروع “هيا”، أن هذه المبادرة المغربية تعكس جهودًا ملموسة لربط الماضي بالحاضر من خلال أدوات معاصرة قادرة على مخاطبة الطفل بلغته المفضلة. وأبرزت أن المنصة تهدف إلى تعريف الأجيال الجديدة بمكانة القدس في التاريخ والثقافة الإنسانية، وترسيخ قيم التسامح والتعايش والمحبة بأسلوب مشوّق وبسيط. كما كشفت أن الأعمال الموجهة للأطفال ستُقدَّم بثلاث لغات هي العربية والفرنسية والإنجليزية لضمان وصولها إلى أكبر شريحة من الأطفال حول العالم.
ويُعد تطبيق “هيا” من المبادرات الرقمية الرائدة، إذ يجمع بين الرسوم المتحركة والمحتوى التفاعلي بالواقع المعزز، ويطرح على الأطفال أسئلة تعليمية وتثقيفية حول القدس ومعالمها ومقدساتها.
تجدر الإشارة إلى أن الدورة الثالثة للمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب، الممتدة إلى 16 نونبر الجاري، تشهد مشاركة واسعة بأكثر من 45 ألف كتاب موجه للأطفال واليافعين، إضافة إلى تنظيم ورشات ولقاءات حول القصص المصوّرة، والإبداع الأدبي، وإنتاج المحتوى الثقافي، بمشاركة مؤلفين وفنانين من المغرب وخارجه.
طنجة الأدبية
