الرئيسيةأخبارلوران موفينييه يفوز بجائزة غونكور عن روايته “البيت الفارغ”

لوران موفينييه يفوز بجائزة غونكور عن روايته “البيت الفارغ”

لوران موفينييه

باريس – تُوّج الكاتب الفرنسي لوران موفينييه، اليوم الثلاثاء، بجائزة غونكور، أرفع تتويج أدبي في فرنسا، عن روايته الجديدة “البيت الفارغ” (La Maison Vide)، المؤلفة من 750 صفحة، والتي تستند إلى قصص عائلية تمتد على أكثر من قرن من الزمن.

وقال موفينييه، البالغ من العمر 58 عاماً، عقب استلامه الجائزة، إنه يشعر بسعادة كبيرة، مضيفاً أن هذا التتويج يشكّل مكافأة عميقة لعمل مستلهم من طفولته وممتد عبر أجيال متعاقبة.

في هذا العمل الملحمي، ينسج موفينييه بخيوط دقيقة وتأملية حكاية تتجاوز البعد الزمني والمكاني، محولاً “البيت الفارغ” إلى ذاكرة حية للأسرة الفرنسية الحديثة، تتقاطع فيها آثار الحروب الكبرى مع التحولات الاجتماعية والسياسية التي طبعت القرن العشرين. الرواية ليست مجرد استعادة للماضي، بل هي إعادة تأويل له من خلال عيون أحفاد يسعون لفهم صمت أسلافهم، حيث تتحول الكتابة إلى فعل نبش في ذاكرة جماعية مثقلة بالصدمات.

يقدّم الكاتب من خلال عمله ملحمة عن الهوية الموروثة والذاكرة الجمعية، حيث يصبح الصمت لغة والغياب حضوراً كثيفاً. بأسلوبه المميز القائم على الجمل الطويلة والنَفَس السردي المتدرّج، يمنح موفينييه القارئ إحساساً بأن الزمن يدور في حلقات، وأن الأجيال ما هي إلا ظلال تتقاطع داخل بيت واحد تردد جدرانه أصداء الماضي.

ويمثل “البيت الفارغ” امتداداً لمشروع موفينييه الأدبي، المعروف برصده لتأثير الصدمات الجماعية على الحياة الفردية. غير أن هذه الرواية تبلور ذروة نضجه الأدبي، حيث تتحول العائلة إلى مرآة للمجتمع الفرنسي، والذاكرة إلى ساحة صراع بين ما يُقال وما يُخفى.

وتفوّق الكاتب، الذي يمتلك رصيداً أدبياً يضم نحو عشرين عملاً، على منافسين بارزين، بينهم الكاتب والسيناريست الفرنسي إيمانويل كارير، والكاتبة الفرنسية الموريشيوسية ناتاشا أبانا، والبلجيكية كارولين لامارش.

وتُعد جائزة غونكور أرفع جائزة أدبية في فرنسا، وتُمنح سنوياً لأبرز الأعمال المكتوبة بالفرنسية، إذ تمنح صاحبها شهرة واسعة ومبيعات ضخمة تصل إلى مئات الآلاف من النسخ، رغم أن قيمتها المالية رمزية لا تتجاوز 10 يوروهات، غالباً ما يحتفظ بها الفائز كتذكار معنوي.

ويُعرف موفينييه بأعماله السابقة التي تناولت الذاكرة والصدمات الجماعية، من أبرزها رواية “قصص من الليل” (Histoires de la nuit)، ورواية “رجال” (Des Hommes) التي تعالج إرث حرب الجزائر، إلى جانب “وسط الجموع” (Dans la foule) التي تستحضر مأساة ملعب هيسل عام 1985 في بلجيكا.

يُذكر أن جائزة غونكور لعام 2024 كانت من نصيب الكاتب الفرنسي الجزائري كمال داود عن روايته “حوريات”، فيما مُنحت جائزة رينودو لهذا العام للكاتبة أديلايد دو كليرمون-تونير عن روايتها “أردت أن أعيش” (Je voulais vivre)، بينما فاز ألفريد دو مونتسكيو بجائزة رينودو للمقال الأدبي عن كتابه “شفق الرجال” (Le crépuscule des hommes).

طنجة الأدبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *