الرئيسيةأخبارمحمد المنصوري الإدريسي يحاور الزمن في معرضه التشكيلي “الزمن المنفلت”

محمد المنصوري الإدريسي يحاور الزمن في معرضه التشكيلي “الزمن المنفلت”

محمد المنصوري الإدريسي

الرباط – يحتضن الرواق الوطني باب الرواح معرضًا جديدًا للفنان التشكيلي المغربي محمد المنصوري الإدريسي بعنوان «الزمن المنفلت»، وهو مشروع بصري وفكري يقدم من خلاله الفنان تأملًا عميقًا في علاقة الإنسان بالزمن والوجود وسط التحولات المتسارعة التي تطبع العالم المعاصر.

المعرض، الذي يستمر إلى غاية الرابع من نونبر المقبل، يضم 51 لوحة تشكيلية تمثل خلاصة رحلة طويلة من البحث الجمالي والتجريب اللوني، حيث يشتبك المنصوري الإدريسي مع مفاهيم الزمن والجمال والهوية والروحانية في معالجة فنية تتقاطع فيها الفلسفة مع الحس البصري، وتعتمد على التوازن بين الألوان الحارة والباردة، الكثيفة والشفافة، الأرضية والسماوية.

وفي حديثه عن المعرض، أوضح الفنان أن هذا المشروع هو ثمرة “تأمل وجودي طويل في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتشابك فيه القيم”، معتبرًا أن الفن أصبح اليوم أكثر من مجرد ممارسة جمالية، بل “فعل مقاومة في وجه التفاهة والسطحية، واستراتيجية للحفاظ على إنسانية الإنسان وسط ضجيج العولمة”.

وأشار المنصوري الإدريسي إلى أن فكرة «الزمن المنفلت» استلهمها من كتابات المفكر المغربي نور الدين أفاية حول تحولات الزمن في الفكر والمجتمع، متسائلًا إن كان المبدع لا يزال قادرًا في زمن السرعة على التقاط الجمال الحقيقي والاحتفاظ به لحظة واحدة على الأقل.

ويقوم المعرض على جدلية اللون باعتباره لغة الوجود، حيث يشكل اللون البني رمزًا للأرض والجذور والانتماء، في حين يحضر اللون الأزرق كإشارة إلى الروح والتأمل والانفلات من المألوف. ويؤكد الفنان أن الجمع بين هذين اللونين هو محاولة لإعادة التوازن بين المادي والروحي، بين الثابت والمتحول.

ويقدّم «الزمن المنفلت» رؤية فلسفية تطرح أسئلة أكثر مما تقدم أجوبة، إذ يدعو المتلقي إلى التفكير في قدرة الفن على الإمساك بما يتسرب من المعنى في عالم يغمره التسارع واللايقين. يقول المنصوري الإدريسي: «الفن هو محاولة لالتقاط لحظة صدق وسط زمن يتفلت من بين أيدينا، ولعل هذا ما يمنحه قيمته وجماله».

ويُعتبر محمد المنصوري الإدريسي، المولود في الرباط سنة 1962، من أبرز رواد الانطباعية الجديدة في المغرب والعالم العربي، ورئيس النقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين، إلى جانب رئاسته اللجنة المغربية للجمعية الدولية للفنون التشكيلية التابعة لليونسكو. وقد مثل المغرب في عدد من المحافل الدولية، منها البيناليات المتتالية ببكين، كما اقتنت المتاحف الصينية عددًا من أعماله ضمن مجموعاتها الدائمة، ما يؤكد مكانته كأحد الوجوه البارزة في المشهد التشكيلي المغربي والعالمي.

طنجة الأدبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *