حصد الفيلم الدرامي «صوت هند رجب»، المستوحى من أحداث حقيقية وقعت في غزة، تفاعلاً إنسانيًا واسعًا بعد عرضه الأول في مهرجان البندقية السينمائي، حيث نال تصفيقًا متواصلاً دام 21 دقيقة وجائزة الأسد الفضي الكبرى.
وقد أعلنت شركة Willa المستقلة عن حصولها على حقوق توزيع الفيلم في الولايات المتحدة، على أن يبدأ عرضه في نيويورك ولوس أنجلوس في 17 دجنبر المقبل، قبل انطلاق جولة عروض وطنية في مختلف المدن الأميركية.
يستند الفيلم إلى القصة المؤلمة للطفلة الفلسطينية هند رجب، البالغة من العمر ست سنوات، والتي علقت داخل سيارة في غزة في 29 يناير 2024 بعد أن قُتل أفراد أسرتها بقصف دبابة إسرائيلية. بقيت هند على اتصال بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لأكثر من ساعة، تناشد إنقاذها بصوت مرتجف، قبل أن تنقطع المكالمة إلى الأبد بعد تدمير سيارة الإسعاف التي كانت في طريقها إليها واستشهاد المسعفين.
تحول صوت الطفلة، الذي تم توثيقه وتحليله من قبل مؤسسات إعلامية كـ«واشنطن بوست» و«سكاي نيوز» و«فورينسيك آركيتكتشر»، إلى رمز للبراءة المذبوحة وصرخة مدوّية ضد الحرب، ملهمًا المخرج بن هنية لصياغة عمل سينمائي يعيد للإنسانية بصرها وضميرها.
العمل من تأليف وسيناريو بن هنية، ويشارك في بطولته كل من سجا الكيلاني ومعتز ملحيس وعامر حليحل وكلارا خوري، فيما تولى الإنتاج نديم شيخرواح وأوديسا راي وجيمس ويلسون، بالشراكة مع شركة Willa التي أسستها إليزابيث وودوارد.
ويحظى الفيلم بدعم نخبة من أبرز الأسماء في هوليوود، من بينهم براد بيت وخواكين فينيكس وألفونسو كوارون وجوناثان غليزر، الذين انضموا كمنتجين تنفيذيين قبل عرضه في مهرجان البندقية، مما عزز من حضور الفيلم وقيمته الفنية والإنسانية.
وأكدت إليزابيث وودوارد، الرئيسة التنفيذية لشركة Willa، أن الفيلم يمثل تجربة بصرية مؤثرة يجب أن تُشاهد في قاعات السينما، مضيفة أن الفريق يهدف إلى إيصال رسالته الإنسانية إلى أوسع جمهور ممكن.
بهذا العمل، لا يكتفي «صوت هند رجب» بنقل مأساة فردية، بل يخلّد ذكرى طفلة أصبحت رمزًا لصوت الطفولة المقهورة وسط ركام الحرب، ولصوت الإنسانية الذي يعلو رغم كل الدمار.
طنجة الأدبية

