أسدل الستار بمدينة طنجة على فعاليات الدورة الخامسة والعشرين من المهرجان الوطني للفيلم، حيث أعلنت لجان التحكيم عن نتائج مسابقاتها الأربع، في دورة تميزت بمستوى فني لافت ومفاجآت عديدة في قائمة الجوائز، خصوصًا ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة التي احتكر أربعة أفلام فقط معظم التتويجات، بينما غابت عن منصة التقدير أعمال أثارت اهتمام النقاد والجمهور مثل “أوتيسطو” و”شذرات” و”أفريكا بلانكا” و”عزيزي الصغير” و”راضية” و”الأميرة المفقودة”.
في فئة الأفلام الروائية الطويلة، فاز فيلم “البحر البعيد” للمخرج سعيد حميش بن العربي بالجائزة الكبرى للمهرجان، إلى جانب جائزة الإخراج وجائزتي ثاني دور نسائي وثاني دور رجالي، لتصل حصيلته إلى أربع جوائز كاملة. أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فقد تقاسماها كل من “موفيطا” لمعدان الغزواني و**”في حب تودا”** لنبيل عيوش، بينما ذهبت جائزة الإنتاج إلى فيلم “المرجا الزرقا” لداوود أولاد السيد.
وحصد فيلم “موفيطا” أيضًا جائزة العمل الأول، مع تنويه خاص للممثل الطفل محمد مروة، في حين نالت الممثلة نسرين الراضي جائزة أحسن دور نسائي عن أدائها في “في حب تودا”، فيما فاز عبد النبي البنيوي بجائزة أحسن دور رجالي عن دوره في “موفيطا”. أما جائزة السيناريو فقد كانت من نصيب داوود أولاد السيد والحسين شاني ومجيد سداتي عن فيلم “المرجا الزرقا”.
وحصلت الجزائرية ريم فوغليا على جائزة ثاني دور نسائي عن مشاركتها في “البحر البعيد”، ونال مواطنها عمر بولاكيربا جائزة ثاني دور رجالي عن الفيلم نفسه. بينما منحت لجنة التحكيم جائزة الصورة لفيلم “في حب تودا”، وجائزة المونتاج لفيلم “الوصايا” لسناء عكرود مع تنويه خاص، في حين فاز “في حب تودا” كذلك بجائزة الصوت. وتوجت جائزة الموسيقى الأصلية فيلم “المرجا الزرقا”، إلى جانب تنويه خاص للممثل الطفل يوسف قادير.
وبتحليل نتائج هذه الفئة، يتضح أن فيلمي “البحر البعيد” و”في حب تودا” اقتسما النصيب الأكبر من الجوائز، إذ نال كل منهما أربع جوائز، مقابل ثلاث جوائز لكل من “المرجا الزرقا” و”موفيطا”، مما يجعل نصف جوائز المسابقة الكبرى من نصيب مخرجين مغربيين ينتميان إلى التيار السينمائي السوليمائي الفرنكوفوني.
أما في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، فقد توج فيلم “فخورون، معلقون وعنيدون بعض الشيء” لمحمد أكرم نماسي بالجائزة الكبرى، بينما منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة مناصفة بين فيلمي “لن أنساك” لمحمد رضا كزناي و**”ألف يوم ويوم.. الحاج إدموند”** لسيمون بيتون. وجاءت جائزة الإبداع من نصيب فيلم “ارحيل” للمخرج سيدي محمد فاضل الجماني، مع تنويه خاص لفيلم “أسرى الانتظار” للمخرجة لبنى اليونسي.
وفي مسابقة الأفلام القصيرة، فاز فيلم “المينة” للمخرجة راندا معروفي بالجائزة الكبرى، فيما نال فيلم “مرآة للبيع” لهشام أمال جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وكانت جائزة السيناريو من نصيب فيلم “شيخة” للمخرج أيوب اليوسفي والكاتبة زهوة الراجي، مع تنويه خاص بفيلم “عايشة” لسناء العلاوي.
أما مسابقة أفلام المدارس ومعاهد السينما، فقد أفرزت تتويج فيلم “مبروك سيدي خاي” لأشرف العافية بالجائزة الكبرى، تلاه فيلم “الصمت الأخير” لمحمود العسري الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، بينما حصل فيلم “مع الريح” للمخرجة الشابة إيناس لوهير على تنويه خاص.
دورة طنجة لهذا العام أكدت مرة أخرى الحيوية التي تعرفها السينما المغربية في تنوعها بين الأجيال والمدارس الجمالية، رغم بعض الجدل الذي رافق نتائج المسابقات الكبرى. فبين مفاجآت التتويج وإقصاءات بعض الأفلام البارزة، ظل المهرجان الوطني للفيلم فضاءً مفتوحًا للنقاش والإبداع، ومختبرًا حقيقيًا لقياس نبض السينما المغربية في تحولاتها الجديدة.

